أظهر تقرير الأهداف الإنمائية للألفية العالمية، وهو التقرير الأخير قبل انتهاء المهلة المعطاة للعالم لإنجاز الأهداف الثمانية (2015)، حصول ارتفاع كبير في عدد النازحين في العالم، يكاد يصل الى 32 ألف شخص في اليوم الواحد. وساهمت أزمات المنطقة العربية في تغذية هذه المعضلة، إذ إن هناك 50 مليون لاجئ في العالم نصفهم من العرب، علماً أن العرب يشكلون نسبة 5 في المئة من سكان العالم. وأصبحت سورية مصدراً رئيسياً للاجئين عام 2013.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقديمه للتقرير الذي صدر أمس في نيويورك، أن الأهداف الإنمائية التي التزم قادة العالم بتحقيقها لرفع مبادئ الكرامة الإنسانية والمساواة والإنصاف بين الناس وتحرير العالم من الفقر المدقع، أحدثت فارقاً عميقاً في حياة الناس، إذ تم وفق بيانات التقرير التي تعود إلى عام 2010 خفض الفقر في العالم إلى النصف قبل خمس سنوات من الموعد المحدد سنة 2015.
ووجد التقرير أن نسبة السكان الذين يعانون من سوء تغذية انخفضت من 24 الى 14 في المئة في العالم، إلا أن عدد الذين يعيشون تحت خط سوء التغذية في المنطقة العربية ارتفع من 30 مليوناً الى 50 مليوناً، ما يعني تراجعاً. وفي سياق المعونة الإنمائية الدولية، ارتفعت عام 2013 المساعدة الإنمائية الرسمية إلى البلدان النامية بنسبة 6 في المئة بالقيمة الحقيقية مقارنة بعام 2012، بعد سنتين من التراجع. وبلغت تلك المقدمة من مجموعة بلدان لجنة المساعدة الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي 135 بليون دولار، وهو المستوى الأعلى.
وقال رئيس شعبة التنمية الاقتصادية والعولمة في "إسكوا" عبدالله الدردري: "على رغم الإنجازات هناك تحديات كبيرة، فعدد الفقراء لا يزال كبيراً على رغم انخفاضه الى 22 في المئة، وفي منطقتنا العربية حققنا أسرع معدل في انخفاض الفقر عند خط 1,25 دولار لكن هل هو مناسب لمنطقة بثرائها وقدراتها؟ فعندما قسنا خط الفقر عند مستوى 2,50 دولار للفرد يومياً تبين أن عدد الفقراء في المنطقة يصل الى 40 في المئة من السكان، مع الإشارة الى أن الدول العربية الأربع التي كانت اقتربت في شكل لافت من تحقيق إنجازات كبيرة لأهداف الألفية كانت السعودية ومصر وتونس وسورية".