Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
أخبار البيئة
 
2024 / 3 / 25 هل تجد الأشجار صعوبة في التنفس مع ارتفاع حرارة الأرض؟
(د ب أ) - تكافح الأشجار لامتصاص ثاني أوكسيد الكربون الذي ترتفع معدلاته في الغلاف الجوي حالياً بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، لاسيما في الأجواء الأكثر حرارة وجفافاً، بمعنى أنه قد لا يصبح بمقدورها مستقبلاً أن تكون هي الحل للبصمة الكربونية المتزايدة الناجمة عن أنشطة البشر، في ظل استمرار حرارة كوكب الأرض.
 
وكشفت دراسة نشرتها الدورية العلمية Proceedings of the National Academy of Sciences، أن "الأشجار في الأجواء الحارة تعيد ضخ ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسب أعلى كثيراً مقارنة بالأشجار التي تنمو في المناطق الباردة". ويقول الباحث ماكس لويد، المتخصص في الجيولوجيا ورئيس فريق الدراسة: "لقد وجدنا أن الأشجار التي تعيش في المناطق الأكثر حرارة وجفافاً هي في حقيقة الأمر تسعل بدلاً من أن تتنفس".
 
خلال عملية التمثيل الضوئي، تقوم الأشجار بتقنية الهواء من ثاني أوكسيد الكربون الملوّث للبيئة، غير أنه في ظل ظروف بيئية قاسية، تعيد الأشجار ضخ ثاني أوكسيد الكربون في الهواء مرة أخرى، من خلال عملية تعرف باسم "التنفس الضوئي". وتوصل الفريق البحثي من خلال تحليل لقاعدة بيانات عالمية لأنسجة الأشجار أن معدل التنفس الضوئي يتزايد بواقع ضعفين في المناطق الحارة مقارنة بالمناطق الباردة، وبخاصة عندما تكون هناك ندرة في المياه.
 
ووجد الباحثون أن هذه الاستجابة لدى الأشجار والنباتات التي تنمو في المناطق الاستوائية تحدث عندما يتجاوز متوسط درجات الحرارة اليومية مستوى 68 درجة فهرنهايت، وتتفاقم كلّما ارتفعت الحرارة بشكل أكبر. ويؤكد الباحثون أن هذه النتائج تؤدي إلى تعقيد الفكرة السائدة بشأن دور النباتات في تنقية الغلاف الجوي من ثاني أوكسيد الكربون، وتعطي لمحة جديدة متعمقة بشأن طريقة تأقلم النباتات والأشجار مع التغيُّرات المناخية. وأهم من ذلك، توصل الباحثون إلى أنه كلّما ارتفعت حرارة الارض بسبب ظاهرة الاحترار العالمي، كلّما تراجعت قدرة النباتات على تنقية الهواء من ثاني أوكسيد الكربون، وهو دور محوري في حد ذاته تقوم به النباتات لخفض حرارة كوكب الأرض مجدداً.
 
ويقول الباحث ماكس لويد، في تصريحات للموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية: "لقد وجّهنا لطمة إلى توازن هذه الدورة الضرورية" التي تعمل لخدمة البيئة، موضحاً أن "هناك صلة وثيقة بين النباتات والمناخ، حيث أن أهم وسيلة لسحب ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي هي النباتات التي تقوم بعملية التمثيل الضوئي، وبالتالي فهي عنصر بالغ الأهمية في تركيب البيئة، مما يعني أن التغيُّرات الطفيفة قد يترتب عليها نتائج كبيرة".
 
وتشير بيانات وزارة الطاقة الأميركية إلى أن النباتات حالياً تمتص ما يقدّر بـ25 في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الناجمة عن أنشطة البشر كل عام، ولكن هذه النسبة على الأرجح سوف تقل في المستقبل مع ارتفاع حرارة الأرض، لاسيما إذا ما تزايدت ندرة المياه.
 
ويقول لويد: "عندما نفكر بشأن مستقبل المناخ، فإننا نتوقع ارتفاع مستويات ثاني أوكسيد الكربون، وهي مسألة جيدة للنبات من الناحية النظرية لأن هذا الغاز يُعتبر الجزيئات التي تتنفسها النباتات، ولكن النتائج التي توصلنا إليها تكشف أننا بصدد تغيرُّات في هذا النمط السائد، أي أن النباتات سوف تكون أقل قدرة على امتصاص ثاني أوكسيد الكربون".
 
وفي إطار الدراسة، توصل الباحثون إلى وجود نوع معيّن من النظائر داخل أخشاب الأشجار تعرف بإسم مجموعة "الميثوكسيل"، وتُعتبر هذه النظائر بمثابة المؤشر الذي تعتمد عليه الأشجار للقيام بعملية التنفس الضوئي. وقام الفريق البحثي بدراسة نظائر الميثوكسيل في عيّنات أخشاب تم الحصول عليها من ثلاثين فصيلة من الأشجار التي تنمو في مناطق مناخية متعددة حول العالم، وذلك بغرض رصد اتجاهات التنفس الضوئي على كوكب الأرض. وأوضح الباحثون أن هذه العيّنات كانت محفوظة في أرشيف مخصص لهذا الغرض في جامعة كاليفورنيا بيركلي الأميركية، ويضم هذا الأرشيف مئات العيّنات من الأخشاب التي تم جمعها خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.
 
وقال لويد إن "قاعدة البيانات هذه كانت تُستخدم في الأساس لتدريب الحطابين على تحديد أنواع الأشجار في أماكن مختلفة حول العالم، ولكننا عدّلنا الهدف من هذا الأرشيف حتى يمكننا أن نعرف كمية ثاني أوكسيد الكربون التي كانت الأشجار تمتصها في الماضي". وأوضح أنه يمكن في الوقت الحالي قياس معدلات التنفس الضوئي عن طريق عيّنات من النباتات الحية أو العيّنات الميتة المحفوظة بشكل جيد التي تحتفظ داخلها بهياكل من الكربوهيدرات.
 
وأضاف أن فريقه نجح في توثيق منهج علمي لرصد معدلات التنفس الضوئي في الأشجار من خلال عيّنات الأخشاب، مشيراً إلى أن هذه الطريقة قد تكون أداة لتحديد قدرة الأشجار على "التنفس" سواء في الوقت الحاضر أو في الماضي.
 
ويقول لويد إن كمية ثاني أوكسيد الكربون تتزايد في الهواء بمعدلات غير مسبوقة، وصارت أعلى من أي وقت مضى خلال الـ3.6 مليون سنة الماضية، وذلك حسب بيانات الهيئة الوطنية لأبحاث المحيطات والبيئة في الولايات المتحدة.
 
ويعكف الفريق البحثي حالياً على محاولة اكتشاف معدلات التنفس الضوئي للنباتات في الماضي السحيق لفترات تصل إلى عشرة ملايين عام مضت باستخدام عيّنات الأخشاب المتحجرة.
 
ويقول لويد: "إنني عالم جيولوجيا، أي أن عملي ينصبّ على الماضي، وبالتالي فإذا ما كنا مهتمين بالإجابة على الأسئلة المهمة التي تتعلق بهذه الدورة البيئية عندما يتغيُّر المناخ على كوكب الأرض، فربما يكون من الضروري أن نعود إلى الوراء لملايين السنين حتى يمكننا أن نعرف الشكل الذي سيكون عليه مستقبلنا بشكل أفضل". 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
2013 / 7 / 10 مطعم مالديفي في قاع البحر
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.