تتقاطر إلى نيويورك وفود عالية المستوى للمشاركة في احتفال توقيع ممثلي نحو 160 دولة، بينهم نحو 60 رئيس دولة ورئيس حكومة، اتفاق المناخ الذي أُبرم في باريس في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
ويتوقّع أن ترأس الاجتماع رئيسة مؤتمر باريس (كوب 21) وزيرة البيئة والطاقة والشؤون البحرية الفرنسية سيغولين رويال، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأوضحت رويال أن الاتفاق سيُطبّق عندما تصادق عليه 55 دولة، وهذا ما «ستواكبه ورشة تشريعية على المستوى الوطني في الدول، لوضع خطط وتحديد الأهداف». وأضافت أن «التحالف الشمسي» الذي أطلقته فرنسا والهند «قد يشهد انضمام 80 دولة أبدت اهتماماً، من أصل 120 دولة تودّ الانضمام على مراحل».
وأشادت باندفاع الدول العربية، لا سيما الخليجية، نحو دعم الاتفاق «تمويلاً وتطبيقاً»، لافتة إلى أن «إقدام هذه الدول وحماستها أحدثا مفاجأة، باعتبارها دولاً نفطية». وأضافت خلال لقائها صحافيين في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك: «توقّعنا من الدول النفطية العربية إبداء اهتمام أقل بالاتفاق، ولكن اقتناعها بالحاجة إلى موارد طاقة بديلة كان لافتاً». وأشارت إلى أن هذه الدول قدّمت تعهدات مهمة لتمويل تطبيق الاتفاق «على رغم انخفاض أسعار النفط».
وتابعت رويال أن ممثلي هذه الدول «أظهروا وعياً كبيراً حيال استثمار موارد وازنة في الطاقة البديلة»، مضيفة أن عدداً من وزراء خارجية الدول العربية النفطية «طلب عقد لقاءات خاصة» لمناقشة آليات تطبيق اتفاق المناخ ومتابعته.
وأكدت أهمية الدعم الدولي الكبير لاتفاق المناخ، من دول بينها الولايات المتحدة والصين والهند وكندا وأوستراليا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، معتبرة أن الحضور الكثيف والبارز إلى نيويورك «سيشكّل زخماً إضافياً لما شهدناه في باريس» العام الماضي.
وأشارت إلى أن حشد الحضور الدولي في نيويورك هدفه «حض الدول على المصادقة على الاتفاق في برلماناتها، بعد توقيع الحكومات عليها»، مرجّحة أن تكون فرنسا «أول دولة أوروبية تصادق على الاتفاق في البرلمان أواخر أيار (مايو) المقبل».
ونبّهت رويال إلى أن أبرز التحديات أمام تطبيق الاتفاق، منذ الآن حتى سنة 2020، هو «التحوّل من النفط الأحفوري إلى الاقتصاد الأخضر بمصادر طاقة متجددة»، مشيرة خصوصاً إلى «أهمية قصوى للعوازل الحرارية في المباني».
ونوّهت بزخم دولي على المستوى الديبلوماسي وراء الاتفاق «إذ لم يعُد يُعقد اجتماع ديبلوماسي إلا ومسألة المناخ جزء من جدول أعماله». وحذرت من انعكاسات سياسية وأمنية واجتماعية لظاهرة تغير المناخ «التي تسبّب نزوح عدد من السكان أكثر ممّا تسببه النزاعات»، كما شددت على «دور المرأة في صوغ سياسات مؤاتية مناخياً، إذ تشكّل النساء الشريحة الكبرى من ضحايا تغيّر المناخ».
وأكدت رويال أهمية «قيادة فرنسا وضع سعر للكربون»، وهذا قرار تدرسه 90 دولة الآن وفق تقرير أعدّته «مؤسسة تجارة الانبعاثات الدولية»، إضافة إلى مبادرات الشركات في دعم الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة، نتيجة مشاركتها في مؤتمر باريس. (عن "الحياة")