يستخدم البعض المناديل المبللة في المرحاض بدلاً من الورقية، وهذا يعني أن هذه النوعية من المناديل تدخل في الصرف الصحي بعد التخلّص منها، فهل تشكل خطراً على البيئة؟
بحسب موقع "لابريس" الكندي، فإن المناديل المبللة تتكوّن من لبّ الورق الذي يتم معالجته بعدة طرق لتقويتها، مع إضافة بعض "البوليمرات" لعمل أنسجة داعمة وألياف دقيقة، ثم إضافة لبّ الخشب بعد حرقه بمواد كيميائية معينة، وفي النهاية، يتم إضافة الماء إلى جميع المكونات.
وسلّطت دراسة بريطانية عام 2018 الضوء على مدى تأثير المناديل المبللة على البيئة بعد التخلص منها في المرحاض، ليتضح أن هذه النوعية من المناديل التي ينتهي بها المطاف في المجاري المائية، تحتوي على مواد بلاستيكية على الرغم من عدم إعلان الشركات المصنّعة عن وجود البلاستيك.
كما اكتشفت الدراسة أن المناديل المبللة تحتوي على "البوليستر"، وهو ألياف تركيبية مشتقّة من البترول، وعندما تستقرّ المناديل في الصرف تبدأ عملية تحلل المكونات، مما يجعلها من أسباب تلوث البيئة، ويمكن أن تشكل خطراً على صحة الإنسان والحيوان.
ووفقاً لـ"منظمة المياه" البريطانية الخاصة بقضايا المياه، فإن المناديل المبللة تعتبر السبب في أكثر من 90 في المئة من أسباب إنسداد المجاري.
وبحسب منظمة "أصدقاء الأرض" الأميركية التي تهتم بالمشاكل البيئية، فإن المناديل المبللة عندما تذهب في مواسير الصرف فأنها تشكّل كتل غير قابلة للذوبان، وهذا يتسبب في تجمّع الفئران وحدوث انسداد في مجرى المياه.
ولا تقف أضرار المناديل المبللة عند هذا الحد، بل أن المواد المكوّنة لها تتسبب في حدوث تلوث في البيئة، يمكن أن يصل بسهولة إلى الإنسان والحيوان مع الوقت، من خلال الزرع والمياه، حيث أنها تحتوي على نفايات بلاستيكية.
وأوضح مايك سايا، مدير شركة مرافق المياه في مدينة تشارلستون الأميركية، أن المناديل المبللة تتسبب في حدوث انسداد في الصرف بشكل متكرر، وهذا يجعل الدولة تنفق مبالغ كبيرة للتخلص من بقايا المناديل.
وأكّد أن المناديل المبللة تسببت في حزيران (يونيو) الماضي، بحدوث انسداد ضخم في المدينة وكلّف ذلك الشركة أكثر من 140 ألف دولار لإزالة الأضرار والقيام بعملية تنظيف، حسبما ذكرت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأميركية.
وأشار إلى أن المناديل المبللة كلما تم استخدامها لإزالة الزيوت والشحوم والشعر والفضلات، كلما أصبحت أصعب في التحلل في مياه الصرف. (عن "الشروق" المصرية)