وقّع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة وحكومة إندونيسيا مبادرة جديدة تهدف إلى إحداث تحوُّل في زراعة الأراضي الجافة لجعلها أكثر قدرة على الصمود في وجه المناخ وأكثر ربحية، مما يعزز سبل عيش أكثر من 200 000 مُزارع على مدى السنوات الخمس المقبلة. ويهدف مشروع تنمية البستنة في قطاع مناطق الأراضي الجافة الذي يشترك في تمويله مصرف التنمية الآسيوي، إلى رفع مستوى توافر الغذاء وإمكانية الوصول إليه وجودته، مع بناء القدرة على الصمود في وجه تغيُّر المناخ.
وقال هاني عبد القادر السعدني، المدير القطري للصندوق في إندونيسيا: "يمثّل مشروع تنمية البستنة في قطاع مناطق الأراضي الجافة خطوة مهمة إلى الأمام في إحداث تحوُّل في قطاع الزراعة في إندونيسيا من خلال تمكين صغار المزارعين من التكيُّف مع تغيُّر المناخ، وزيادة مداخيلهم، وإنتاج أغذية مغذية أكثر لمجتمعاتهم. ويفخر الصندوق بشراكته مع الحكومة الإندونيسية ومصرف التنمية الآسيوي لتنفيذ هذا المشروع المبتكر الذي يتماشى مع التزامنا بالزراعة المستدامة والتنمية الريفية".
وإندونيسيا بلد سريع النمو يعيش فيه عدد كبير ومتنوع من السكان. وتؤدي الزراعة دوراً مهماً في الاقتصاد الإندونيسي، إذ تشغّل ثلث القوى العاملة - حوالي 38 مليون شخص. ومعظم المزارعين هم من أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يعملون على أقل من هكتار واحد من الأراضي. والفقر أكثر وضوحاً في المناطق الريفية، وتعدّ الأسر المعيشية الزراعية أكثر عرضة للفقر - وعرضة للصدمات المرتبطة بالمناخ - بمقدار 3.5 مرة من الأُسر المعيشية غير الزراعية. ويشكل الفقر والتفاوتات الإقليمية وتغيُّر المناخ تحديات هائلة، مع ارتفاع منسوب مياه البحر وعدم انتظام أنماط هطول الأمطار واشتداد ظواهر الطقس المتطرفة التي تهدد سبل عيش الملايين من المزارعين وتعرض الأمن الغذائي للخطر. ومزارعو الأراضي الجافة محرومون بشكل خاص بسبب موقعهم النائي. فهم لا يستطيعون الحصول على الري ويعوقهم ضعف القدرات المؤسسية المحلية ومحدودية فرص الحصول على المدخلات والتكنولوجيا والتمويل.
وصُمم مشروع تنمية البستنة في قطاع مناطق الأراضي الجافة لمواجهة تحدي تغيُّر المناخ في إندونيسيا في 13 منطقة في شمال سومطرة وجاوة الغربية وجاوة الوسطى وجاوة الشرقية وبالي وشرق نوسا تينجارا وجنوب سولاويزي من خلال تعزيز الممارسات الزراعية الذكية مناخياً، وتحسين قدرة البنية التحتية على الصمود، وتعزيز قدرة المزارعين والمجتمعات المحلية على التكيُّف مع الظروف المناخية المتغيّرة. وسيُدخل المشروع أنواعاً من المحاصيل المقاومة للجفاف يمكنها تحمُّل الإجهاد المائي والحفاظ على الإنتاجية في ظروف أكثر جفافاً؛ وسيدرب المزارعين على ممارسات الحفاظ على المياه، مثل تقنيات الري الفعالة وتجميع مياه الأمطار، لتحسين استخدام المياه وتقليل الاعتماد على هطول الأمطار؛ وسيعزز الممارسات الزراعية المستدامة، مثل الزراعة العضوية والحراجة الزراعية، لتعزيز صحة التربة وتقليل الاعتماد على المدخلات الكيميائية.
وسيستثمر المشروع أيضاً في تحديث البنية التحتية للري لضمان أن يتوافر للمزارعين سبل موثوقة للوصول إلى المياه، حتى خلال فترات ندرة المياه. وسيدعم المشروع كذلك بناء البنية التحتية مثل الطرق المقاومة للفيضانات ومرافق التخزين لحماية المحاصيل وسبل العيش من ظواهر الطقس المتطرفة. وسيتلقى المزارعون التدريب وخدمات الإرشاد بشأن استراتيجيات إدارة مخاطر المناخ، لمساعدتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة وتكييف ممارساتهم الزراعية مع المناخ المتغيّر.
ويركز المشروع أيضاً على تعزيز الإنتاج من خلال توفير مواد زراعة عالية الجودة ودمج التكنولوجيا الرقمية في إنتاج البذور. ويهدف المشروع إلى تطوير قرى البستنة، وتوحيد جهود صغار المزارعين، وتعزيز وفورات الحجم، وتشكيل منظمات مزارعين فعالة لإنتاج محاصيل عالية القيمة.
ويُموّل مشروع تنمية البستنة في قطاع مناطق الأراضي الجافة بقرض بقيمة 36.93 مليون يورو من الصندوق و78.49 مليون يورو من مصرف التنمية الآسيوي، ليبلغ إجمالي حجم المشروع 129.04 مليون يورو. ومنذ عام 1980، دعم الصندوق 21 برنامجاً ومشروعاً في إندونيسيا باستثمار قدره 709.50 مليون دولار أميركي، استفاد منه بشكل مباشر أكثر من 3.9 مليون أسرة معيشية ريفية. اقرأ المزيد عن عمل الصندوق في إندونيسيا على هذا
الرابط.