في ظل تفاقم أزمة المناخ وبحث العالم عن حلول مستدامة لها، أعلن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة أمس، جنباً إلى جنب مع شريكيه الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي ومؤسسة باكارد، وهي منظمة خيرية خاصة، عن المستفيدين من مِنَح مرفق مساعدة الشعوب الأصلية.
وتوفّر هذه المِنَح تمويلاً أساسياً لتعزيز جهود الشعوب الأصلية الرامية إلى الحفاظ على التنوُّع البيولوجي وإدارته بشكل مستدام، فضلاً عن تعزيز قدرتها على الصمود وقدرتها على التكيُّف مع تغيُّر المناخ، لاسيما بالنظر إلى أنها من بين الأكثر تضرراً من عواقبه.
وقد جرى اختيار الحاصلين على المنح من 42 بلداً مختلفاً في أفريقيا، وآسيا والمحيط الهادئ، وأميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، وهم يمثّلون 53 مجموعة من مجموعات الشعوب الأصلية. وستُنفذ الأنشطة بين عامي 2023 و2026 بدعم من الشركاء المنفذين لمرفق مساعدة الشعوب الأصلية العاملين على الأرض:
منتدى Foro Internacional de Mujeres Indígenas، وصندوق Samburu Women Trust ، والمركز الدولي للشعوب الأصلية المعني ببحوث السياسات والتثقيف، والمعروف باسم Tebtebba.
وفي إطار مرفق مساعدة الشعوب الأصلية، وهو أداة تمويل مصممة خصيصاً لدعم مجتمعات الشعوب الأصلية، سيُقدم للحاصلين على المنح ما بين 50,000 و70,000 دولار أميركي لتمويل مشروعاتهم وحلولهم للتحديات التي يواجهونها، وهو ما سيعزز التنمية الذاتية للمجتمعات. وبالإضافة إلى الموارد المالية، يقدم المرفق المساعدة التقنية وأنشطة تنمية القدرات لاعتماد الحلول التي تصممها وتنفذها الشعوب الأصلية.
الحاصلون على المنح: بعض الأمثلة
كولومبيا: يكرّس شعب كانكوامو جهوده لحفظ النظم الإيكولوجية في سييرا نيڤادا في سانتا مارتا، والتي هو جزء لا يتجزأ منها. فهو يعتزم الجمع بين ممارسات أجدادهم والتكنولوجيات الحديثة لحفظ التنوُّع البيولوجي ورصده وإدارة المنطقة. ولتحسين استخدام الأراضي ومنع التوسع الزراعي، سيعمل شعب كانكوامو على زيادة إنتاجية مناطق الإنتاج الحالية إلى أقصى حد، باستخدام البذور التقليدية لتعزيز الاكتفاء الذاتي الغذائي وتعزيز أنظمة إنتاج الأغذية الزراعية.
إثيوبيا: يلتزم شعب غامو بالحفاظ على محصول إنسيت، وهو محصول مهمل يعرف باسم "الموز الإثيوبي"، يساهم في الأمن الغذائي لحوالي 15 مليون إثيوبي. ومن خلال الزراعة البينية لهذا المحصول الأساسي مع الخضروات والتوابل، يهدف شعب غامو إلى تعزيز التنوُّع البيولوجي في أراضيه. ومن خلال مرفق مساعدة الشعوب الأصلية، سينفذ شعب غامو استراتيجيات للتكيُّف مع المناخ تتوافق مع قيمه الثقافية وتقاليده وأسلوب حياته.
ويعرّف أكثر من 476 مليون شخص من 90 بلداً أنفسهم على أنهم شعوب أصلية. وفي حين أنهم يمثلون 6 في المئة تقريبًا من سكان العالم، فإنهم يمثلون 18 في المئة من فقراء العالم. وتعود أصول سبعة من أصلة عشرة منهم إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وعلى الرغم من امتلاك الشعوب الأصلية لمعارف تقليدية لا تُقدّر بثمن للتخفيف من آثار تغيُّر المناخ والتكيُّف معه، فإنها لا تزال غير ممثلة بشكل كاف في صنع السياسات البيئية على مختلف المستويات.
الصورة: Ajabe Anko، امرأة من مجموعة الغامو الإثنية، شاركت في مشروع يدعمه الصندوق الدولي للتنمية الزراعية في إثيوبيا. ©IFAD/Petterik Wiggers