تتقاطر جموع السياح إلى أمستردام التي يقصدها سنوياً 17 مليون سائح، يثير عددهم الكبير قلق السكان والمسؤولين الهولنديين.
ففي هذه المدينة التي تضم 165 قناة مائية، يزداد عدد السياح بنسبة 5 في المئة سنوياً منذ سنوات. واذا بقيت الأمور على هذه الوتيرة، فإن العدد يمكن أن يبلغ 23 مليوناً سنة 2025، وفق المجلس البلدي المكلف الشؤون السياحية.
ويقول الناطق باسم الفريق المسؤول عن الترويج للمدينة ماشتيلد ليغتيوفيت: «أنفقنا قرابة 12 بليون يورو على الثقافة في أمستردام، مثل تجديد متحف ريكس، والمتحف البحري، ومتحف السينما. هذه الأمور تجعل من المدينة مقصداً يريد الناس أن يزوروه».
تمتد طوابير الانتظار في أمستردام، وتكتظ شوارعها ومطاعمها ومقاهيها ومواقف السيارات فيها، الى درجة جعلت السلطات المحلية تقرر تقليص موازنة الترويج. وأطلق رئيس البلدية ابرهارد فان دير لان نداء الى زوار المدينة لكي يقيموا خارجها، في روتردام أو لاهاي أو اوتريخت. وقال: «علينا أن نكف عن فعل ما يجذب السياح إلى هنا».
حاولت البلدية كبح هذا الضغط الكبير من السياح، من خلال فرض شروط على مستخدمي الحدائق العامة والقنوات المائية، في محاولة للحد من النشاطات التي تقام على مدار السنة في المدينة وتجذب أعداداً كبيرة من المهتمين.
وتقول ماريولين رئيسة الأقلية المعارضة في المجلس البلدي: «الشوارع ضيقة في وسط المدينة التاريخي. حركة سيارات السياح هناك والدراجات الهوائية ودراجات الأجرة تسبب بعض الضغط».
وازاء هذا التدفق السياحي الكبير، يجد سكان أمستردام، البالغ عددهم 830 ألف نسمة، أن شوارع مدينتهم لم تعد نظيفة وصارت مكتظة كثيراً وتشوبها الفوضى. ويرى كثيرون منهم أن هذا الثمن باهظ جداً، حتى وإن كانت السياحة تؤمن مئة الف فرصة عمل وتدر بلايين الدولارات.
ويرى مسؤولون محليون أنه يجب تحرير وسط المدينة والأماكن التاريخية فيها من الاكتظاظ. ويبدأ ذلك بإزالة السيارات من قارعة الطرق ووضعها في مواقف على أطراف العاصمة، وفرض ضوابط أشد على تأجير المنازل. ومن الإجراءات الممكن اتخاذها للحد من الطوابير التي لا تنتهي أمام المتاحف، شراء التذاكر عبر الانترنت لساعات زيارة محددة.
وتضم العاصمة الهولندية تنوعاً واسعاً غريباً من الوجهات السياحية، من متحف فان غوغ، إلى متحف الماريوانا، و"المنطقة الحمراء" لعروض الجنس، وورشة «كينشتيش نورد» القديمة لبناء السفن التي يشغلها الآن تجمع للفنانين، ومقهى ذي جدران ومقاعد من الجليد تبلغ الحرارة داخله تسع درجات مئوية تحت الصفر.