قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في تقرير جديد أصدرته، الخميس، إن الكوكب بعيد عن المسار الصحيح لتحقيق أهدافه المناخية بما يقوّض الجهود العالمية الرامية إلى معالجة الجوع والفقر واعتلال الصحة وتحسين الوصول إلى المياه النظيفة والطاقة والعديد من الجوانب الأخرى للتنمية المستدامة.
وأكّد التقرير أن عام 2023 أظهر بكل وضوح أن تغيُّر المناخ قد وصل إلى درجة مقلقة للغاية حيث تؤدي درجات الحرارة القياسية إلى حرق الأرض وارتفاع حرارة البحر.
وأوضحت المنظمة أنه يمكن للتقدم العلمي والتكنولوجي الرائد، مثل النمذجة المناخية عالية الدقة والذكاء الاصطناعي والتنبؤ الآني، أن يحفّز التحوُّل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أن تحقيق الانذارات المبكرة للجميع بحلول عام 2027 سيساعد في حماية التنمية المستدامة.
وأشار التقرير إلى الإبلاغ عمّا يصل إلى 12 ألف كارثة ناجمة عن الظواهر الجوية والمناخية والمياه بين عامي 1970 و2021، مما تسبب في وفاة أكثر من مليوني شخص وخسائر اقتصادية بقيمة 4.3 تريليون دولار.
وأفاد بأن أكثر من 90 في المئة من هذه الوفيات المبلغ عنها و60 في المئة من الخسائر الاقتصادية وقع في الاقتصادات النامية، مما قوّض التنمية المستدامة.
وذكر التقرير، أنه ومن أجل السير على المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاق باريس المتمثّلة في الحدّ من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين، يجب خفض انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بنسبة 30 و45 في المئة على التوالي بحلول عام 2030، على أن تقترب الانبعاثات من صافي الصفر بحلول عام 2050، وبما سيتطلّب تحوُّلات واسعة النطاق وسريعة ومنهجية.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، إنه بينما يستعد العالم لأول عملية تقييم عالمية فى مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28) الذي تستضيفه الإمارات في نهاية العام الجاري، فإنه يجب على العالم زيادة طموحه وعمله، كما أن على الجميع العمل بجِد لتحويل الاقتصادات من خلال انتقال عادل إلى مستقبل مستدام للسكان والكوكب.
وأفاد التقرير بأن التقديرات تُبيّن أن ما يقرب من 670 مليون شخص قد يواجهون الجوع في عام 2030، وهو ما يرجع جزئياً إلى الأحداث المناخية التي تعطل كل ركيزة من ركائز الأمن الغذائي.
وقال التقرير إن هناك حاجة إلى استثمارات عالمية في العلوم والخدمات المتعلقة بالطقس والمناخ والمياه على طول سلاسل القيمة الغذائية الزراعية لأنها تمكّن المزارعين من اتخاذ القرارات، وذلك في ما يتعلّق بالمحاصيل والزراعة، والتي تعزز الأمن الغذائي. (عن "الشروق" المصرية)