دقّ أحدث تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، عن حالة الموارد من الأراضي والمياه في العالم للأغذية والزراعة، ناقوس الخطر، محذراً من أن نُظمنا الزراعية "أي الشبكة المعقدة المترابطة من التربة والأراضي والمياه"، على حافة الانهيار، بحسب تعبيره.
ووفق التقرير الذي عرضه شو دنيو، المدير العام للمنظمة، في مؤتمر وزراء الزراعة في برلين يوم الجمعة، يشكّل تآكل التربة أكبر تهديد، فالتقديرات تشير إلى أن تآكل التربة يمكن أن يؤدي، بحلول عام 2050، إلى خسارة في إنتاج المحاصيل بنسبة 10 في المئة وإزالة 75 بليون طن من التربة.
كما يطرح تلوث التربة مشكلة أيضاً. فهو لا يعرف حدوداً ويمسّ بالأغذية التي نتناولها والماء الذي نشربه والهواء الذي نتنفسه، ويُعتبر الاستخدام المفرط أو غير المناسب للمواد الكيماوية الزراعية أحد الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة. وقد تضاعف الإنتاج السنوي العالمي من المواد الكيماوية الصناعية منذ بداية القرن الحادي والعشرين، ليصل إلى حوالي 2.3 بليون طن، ومن المتوقع أن يرتفع بنسبة 85 في المئة بحلول نهاية العقد.
وهناك تحدٍ آخر يكمن في الملوحة التي تؤثر على 160 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في مختلف أنحاء العالم، وتؤدي إلى جعل 1.5 ملايين هكتار غير منتجة كل عام.
وأخيراً، ثمة نقص في البيانات الموثوقة. إذ يفتقر أكثر من 55 في المئة من أعضاء الشبكة العالمية لمختبرات التربة (GLOSOLAN) الذين شملهم المسح إلى ما يكفي من القدرات التحليلية، بما في ذلك الموارد البشرية وإجراءات المواءمة والمعدات.
وفي تشرين الأول (أكتوبر)، أطلقت المنظمة "الخريطة العالمية للتربة المتأثرة بالملوحة"، وهو مشروع مشترك يشمل 118 بلداً ومئات من خبراء جمع البيانات، ويسمح للخبراء بتحديد الأماكن التي ينبغي فيها اعتماد ممارسات الإدارة المستدامة للتربة، وإرشاد صانعي السياسات عند معالجة مسألة التكيُّف مع تغيُّر المناخ ومشاريع الري.