طرحت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» تساؤلاً حول ما إذا كان التوقف عن تناول اللحوم يساعد في تقليل مخاطر التغيُّر المناخي، أم لا.
وقالت هيئة الإذاعة إنه وفقاً للأمم المتحدة، فإن نحو ربع انبعاثات الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري تأتي من الزراعة واستخدامات الأراضي الأخرى ذات الصلة.
وأضافت «بي بي سي» أن مستشاري المناخ في الحكومة البريطانية قالوا إنه يجب حثّ الناس على تقليل تناول اللحوم للمساعدة في حماية الكوكب.
ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة «Lancet Planetary Health»، فإن معظم الناس يأكلون حالياً كميات أقل من اللحوم الحمراء والمعالجة مقارنة بعقد من الزمن، ولكنهم يأكلون مزيداً من اللحوم البيضاء.
وقالت «بي بي سي» إن الأمم المتحدة تقدّر مساهمة الثروة الحيوانية في إنتاج الغازات المسببة للاحتباس الحراري بأنها تشكل أكثر من 14 في المئة، بما في ذلك غاز الميثان.
وأضافت هيئة الإذاعة البريطانية: «عندما نتحدث عن الانبعاثات عادة ما نفكر في ثاني أوكسيد الكربون، لكن الانبعاثات التي تنتجها الماشية تشمل أيضاً غاز الميثان، الذي يزيد ضرره على البيئة بما يصل إلى 34 مرة أكثر من ثاني أوكسيد الكربون على مدار 100 عام، وفقاً للأمم المتحدة».
وتقول البروفسورة مارغريت غيل، من جامعة أبردين البريطانية، إن الماشية تنتج غاز الميثان أكثر من الدواجن، التي تعتمد على الأعلاف المستوردة أكثر من الأبقار.
وذكرت أنه بالإضافة إلى الحدّ من تناول اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان، يمكن للأشخاص الذين يرغبون في جعل وجباتهم الغذائية أكثر ملاءمة للمناخ تقليل الهدر ومحاولة اختيار الفاكهة والخضراوات.
وأضافت: «هناك حاجة إلى التحول وإن كان سريعاً إلى حدّ ما بدلاً من التغيير المفاجئ».
ووفقاً لجمعية النباتيين في بريطانيا، فإن كثيراً من الناس الراغبين في تقليل الأثر البيئي لأنظمتهم الغذائية قد توقفوا عن المنتجات الحيوانية مثل الحليب والجبن.
ويقول مايك باريت، المدير التنفيذي للعلوم والحماية في الصندوق العالمي للحياة البرية: «نحن نعيش على كوكب يتم فيه تقليص الطبيعة، نصف الأراضي الصالحة للسكن تستخدم للزراعة، وثلاثة أرباع تلك الأراضي تستخدم لتغذية وتربية الماشية».
وأضاف: «لإطعام عدد متزايد من سكان العالم، من الأفضل استخدام الأرض لإنتاج المحاصيل التي يمكن أن يستهلكها الناس بشكل مباشر، وأن يكون لديك نهج عالمي عادل يضمن أن أجزاء من العالم ذات أنظمة غذائية غنية باللحوم ومنتجات الألبان تتجه نحو مزيد من الأطعمة النباتية».
ولفتت الباحثة في الاستدامة الغذائية، فالنتينا كالدارت، إلى أن إنتاج لحوم البقر هو السبب الرئيسي لإزالة الغابات الاستوائية المطيرة مثل الأمازون. (عن "الشرق الأوسط")