بعد 25 عاماً من انقراض المها الأفريقي "أبو حراب" عادت هذه الظباء الصحراوية إلى آخر مكان شوهدت فيه: مراعي الساحل في جمهورية تشاد. وهذا من النتائج الأولية لمشروع إعادة توطين المها الأفريقي في بيئتها الطبيعية في تشاد، الذي تنفذه هيئة البيئة - أبوظبي بالتعاون مع حكومة تشاد وصندوق الحفاظ على الصحراء في أفريقيا، والذي قد يكون المشروع الأكبر من نوعه لإعادة توطين الثدييات في العالم.
وقالت رزان خليفة المبارك الأمينة العامة لهيئة البيئة: "في عام 2000 صنف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة هذا المها الأفريقي ضمن القائمة الحمراء للحيوانات المنقرضة في بيئتها الطبيعية، حيث لم تسجل أية مشاهدات لها منذ 25 سنة نتيجة لعمليات الصيد غير المنظم وخسارة الموائل وقلة الموارد اللازمة في مناطق انتشارها".
تحضيراً لإطلاق المها، تم في آذار (مارس) الماضي نقل أول مجموعة تضم 25 راساً من أبوظبي إلى منشأة خاصة في محمية وادي أخيم بجمهورية تشاد. وقد أمضى القطيع قرابة خمسة أشهر في المنطقة لضمان تأقلم المها قبل إطلاقها في البرية. وتم تثبيت أجهزة مراقبة على المها يمكن التحكم بها وبرمجتها عن بعد، الأمر الذي سيساعد المراقبين على تتبع القطيع والتعرف على مدى تأقلمه مع البيئة المحيطة ومعرفة المزيد عن تحركاته وسلوكه في البرية، وما إذا ظلت معاً ضمن مجموعة واحدة أو تفرقت ضمن فئات اجتماعية مختلفة، فضلاً عن التعرف على ما إذا كان هناك حالات نفوق أو ما إذا تم اصطيادها.
وأشارت التقارير الأولية إلى أن مجموعة تضم 19 رأساً من المها قطعت مسافة أكثر من 30 كيلومتراً من موقع إطلاقها، وتحركت معاً في الأماكن التي تنتشر فيها النباتات الخضراء والمياه. ويبدو القطيع بحالة جيدة وصحية وقادراً على التأقلم بشكل جيد مع محيطه الجديد.
ويشارك معهد سميثسونيان لحفظ الأحياء وجمعية علوم الحيوان في لندن بتوفير الدعم لتتبع قطيع المها الأفريقي بالأقمار الاصطناعية بعد إطلاقها.