حذّرت السلطات في ساحل العاج من أن الغالبية الساحقة من غاباتها المصنفة ستختفي بسبب النشاطات البشرية غير المشروعة. فمن أصل 234 غابة مصنفة كانت مساحتها تشكل 4.2 مليون هكتار عام 1960، لم يبق سوى 1.3 مليون هكتار. وما يفاقم هذه الظاهرة إقدام عدد كبير من المزارعين على التنقيب عن الذهب في شكل غير مشروع.
وحاولت الهيئة العامة لتنمية الغابات، التي تحتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين لتأسيسها، أن تتخذ إجراءات حاسمة لمنع النشاط البشري من القضاء على ما تبقى من غابات. وبعدما تبين أن المنع بقوة الشرطة لم يجد نفعاً، لجأت الهيئة إلى أسلوب آخر هو التعاقد مع المنقبين عن الذهب، بحيث يمارسون عملهم في قطعة أرض محددة ويقيمون خارج الغابة.
واستطاعت الهيئة إعادة زرع 210 آلاف هكتار من الغابات في 50 سنة، لكن الصراع الذي غرقت فيه البلاد بين عامَي 2002 و2011 أتى على هذه المنجزات. فقد اقتُلع مليونا هكتار من الغابات في الشمال حيث يسيطر المتمردون، أي ما يشكل 113 غابة مصنفة. وتعمد السلطات أحياناً إلى استخدام القوة في طرد سكان الغابات منها، وفق منظمة هيومان رايتس ووتش التي تصف الأمر بأنه انتهاك للقانون الدولي. لكن السلطات تقول إنها تفعل ذلك في إطار جهودها لمكافحة الاحترار المناخي واجتثاث الغابات.
وكانت ساحل العاج تضم 16 مليون هكتار من الغابات المختلفة في الستينات، لكن النمو السكاني وقطع الأشجار لإنشاء مزارع الكاكاو لم يُبقيا من غاباتها سوى ستة ملايين هكتار.