أكدت دراسة تستند إلى عمل أكثر من 450 عالماً من أنحاء العالم أن العام الماضي كان أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في البر والبحر، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن ظاهرة النينيو المناخية سادت على مدار العام وأن ذوبان الجليد دفع منسوب مياه البحر إلى أعلى مستوى على الإطلاق.
وجاء تقرير حالة المناخ الذي نشرته الجمعية الأميركية للأرصاد الجوية عقب تقرير لوكالتين تابعتين للحكومة الأمريكية خلصا إلى أن متوسط درجات الحرارة العالمية في 2015 كان الأشد حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.
والدراسة السنوية التي تشرف عليها الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي ستشعل على الأرجح النقاش الدائر بشأن سياسات مكافحة ارتفاع درجات حرارة الأرض مثل الاتفاق الدولي الذي أبرم في باريس في كانون الأول (ديسمبر).
وقالت الدراسة إن الحرارة القياسية عام 2015 كانت نتيجة مجموعة عوامل، منها ارتفاع درجات حرارة الأرض على المدى الطويل وحدوث ظاهرة النينيو المناخية بشكل لم يسبق له مثيل منذ 50 عاماً على الأقل. وتحدث ظاهرة النينيو في المياه الدافئة بشكل غير معتاد في المحيط الهادئ بعد أواخر كانون الأول (ديسمبر) ، ويمكن أن تسبب ظروفاً مناخية كارثية. وأضافت الدراسة أن العام الماضي سجل زيادة بلغت درجة مئوية كاملة عن درجة الحرارة في الفترة التي سبقت العصر الصناعي.
وقال توماس كارل مدير المراكز الوطنية للمعلومات البيئية التابعة للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي في بيان: "أظهر لنا هذا الوصف السنوي للنظام المناخي للأرض أن مناخ 2015 شكّله التغير الطويل المدى وظاهرة النينيو." وأضاف: "كانت ظاهرة النينيو العام الماضي تذكيراً واضحاً لكيف يمكن أن تزيد الظواهر "القصيرة الأمد تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة على المدى الطويل."
وأشارت الدراسة إلى أن ظاهرة النينيو ستؤثر على الأرجح بشكل أكبر على درجات حرارة سطح الأرض في 2016 لتمهد الطريق لعام آخر من درجات الحرارة القياسية المرتفعة. وأضافت أن منسوب مياه البحار في العالم ارتفع نحو 70 مليمتراً فوق مستوى عام 1993. وخلال العقدين المنصرمين ارتفع المنسوب في المتوسط 3.3 مليمتر سنوياً وكانت أكبر زيادة في غرب المحيط الهادئ وفي المحيط الهندي.
وكانت تركيزات الغازات الناجمة عن ارتفاع درجات حرارة الأرض أيضاً عند أعلى مستوى على الإطلاق إذ تجاوزت 400 جزء في المليون لأول مرة في مرصد ماونا لوا في هاواي.
وكانت درجات حرارة سطح الأرض والبحار عند أعلى مستوى منذ منتصف إلى أواخر القرن التاسع عشر على الأقل عندما بدأ وضع سجلات تفصيلية لأول مرة.