يعاني أربعة بلايين شخص في العالم، بينهم نحو بليونين في الصين والهند، من أزمات مياه حادة خلال شهر واحد من السنة على الأقل، وفق تقرير نشر مؤخراً في مجلة "ساينس أدفانس" العلمية الأميركية. ويعاني نحو نصف بليون شخص من شح في المياه طوال السنة، على ما أوضح معدو التقرير الذين جاءت توقعاتهم سلبية أكثر من تلك المتوافرة حتى الآن والتي تقدر عدد الذين يواجهون هذه الأزمات بين 1.7 و3.1 بليون شخص.
وأوضح الخبيران الرئيسيان في فريق إعداد التقرير، مسفين ميكونين وأريين هوكسترا من جامعة توينته في هولندا، أن النمو السكاني وتحسن مستوى المعيشة والتغير في أنماط الاستهلاك وازدياد أكل اللحوم هي من العوامل الرئيسية في زيادة الطلب على المياه في العالم.
وقال هوكسترا: "الاستحمام لوقت أقصر ليس الحل لهذه المشكلة العالمية"، لأن 1 إلى 4 في المئة من البصمة المائية للفرد هي في المنزل، فيما 25 في المئة هي من خلال استهلاك اللحوم، موضحاً أن "إنتاج كيلوغرام من لحم البقر يستهلك أكثر من 15 ألف ليتر من المياه، يستعمل معظمها لري المحاصيل التي تغذي الماشية".
واعتبر هوكسترا أن بلداناً كثيرة، بما فيها باكستان وإيران والمكسيك والسعودية، تعيش "وقتاً مستعاراً" لأن خزاناتها الجوفية الطبيعية للمياه العذبة تستنزف بشكل متزايد. وشدد التقرير أيضاً على أن مشكلة المياه في اليمن حادة جداً بحيث يمكن أن يصبح هذا البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية خلواً من المياه خلال سنوات قليلة.
ومن الحلول التي اقترحها التقرير "وضع حدود قصوى لاستهلاك المياه من الأحواض النهرية والجوفية، وزيادة كفاءة استخدام المياه في كل قطاع، والتقاسم الأفضل لموارد المياه العذبة المحدودة، لتخفيف التهديد الذي يشكله شح المياه للتنوع الحيوي ورفاهية الانسان".