انخفض مستوى المياه في نهر فيستولا في بولندا إلى أدنى مستوياته إثر موجة جفاف استثنائية، ليكشف الأسرار التاريخية التي يختزنها في قاعه، مثيراً حماسة علماء الآثار.
وقال هوبيرت كوفالسكي، الباحث في معهد علوم الآثار التابع لجامعة وارسو: «وجدنا قطعاً من الرخام والحجر الرملي وأجزاء من نوافير ونوافذ وأعمدة». ويتنقل علماء الآثار في أكبر نهر في البلاد يقع في قلب العاصمة البولندية، وبالكاد يبلغ عمقه 40 سنتيمتراً، وهم يحملون أجهزة استشعار ومسح متنوعة على متن زورق مطاطي، بحثاً عن اكتشافات مثيرة للاهتمام. وباتت كتل الرمل الخارجة من النهر تشكّل مشهداً صحراوياً، لكنها تخدم علماء الآثار، فقد أصبح في وسعهم أن يستخدموا الجرافات في أماكن لم يكونوا يحلمون بالوصول إليها في الأيام العادية. وهم يزيلون كتل الرمل والحجارة بمضخات مياه مقدمة من رجال الإطفاء لانتشال اكتشافاتهم، التي قد تدعو الحاجة إلى استخدام رافعات لحملها.
واستخرجت من قاع النهر أجزاء من جسور تاريخية وسفن وقطع خزفية تعود إلى الحقبة الممتدة بين عامَي 700 و400 قبل الميلاد.
ويمتد نهر فيستولا على أكثر من ألف كيلومتر من شمال البلاد إلى جنوبها، ويصبّ في بحر البلطيق. ويقاس مستوى مياهه بانتظام منذ العام 1789، ومعدلها في العاصمة 2.37 متر. وأعلى مستوى له يعود إلى العام 1960 حين بلغ 7.87 أمتار.
ويؤثر انخفاض مستوى النهر في الإنتاج الزراعي في بولندا.