تتعرض أميركا الوسطى لموجة من الجفاف سببتها ظاهرة "نينيو" المناخية التي أتت حتى الآن على الآلاف من رؤوس الماشية وباتت تهدد محاصيل الذرة والفاصوليا في دول تشكل الزراعة مورداً أساساً فيها. وقبل أيام، ذكر مسؤولون في وزارة الزراعة في غواتيمالا أن «كثراً من المزارعين فقدوا محاصيلهم وكل ما كانوا يدخرونه لقوتهم وكثير منهم يبكون». وأتى الجفاف على 2500 رأس ماشية في هذا البلد فيما تُعتبر 700 ألف أخرى عرضة لمصير مماثل.
وفي هندوراس، ينتظر السكان المطر بين منتصف أيار (مايو) وآخر تشرين الثاني (نوفمبر)، لكن موسم المطر تجاوز نصفه ولم تهطل قطرة ماء. وأصابت أضرار الجفاف 70 في المئة من مزروعات الذرة و45 في المئة من الفاصوليا، وتهدد بذلك 72 ألف عائلة تعيش على الزراعة، ما دفع السلطات إلى إعلان حال الطوارئ في أجزاء من البلد.
وتؤكد السلطات في السلفادور أن البلد فقد 10 في المئة من محاصيل الذرة، فيما تتحدث غواتيمالا عن أزمة تصيب 120 ألف عائلة وخسائر بقيمة 45 مليون دولار.
وفي كوستاريكا، بلغت خسائر المزارعين حتى الآن 16 مليون دولار، وتكبد مربو المواشي ثمانية ملايين. وإلى الجنوب أكثر، تصل آثار الجفاف إلى كولومبيا التي تعاني من نقص في المياه أسفر عن نفوق 30 ألف رأس ماشية.
وتسجل ظاهرة نينيو مرة كل سنتين إلى سبع سنوات أحياناً. وتؤثر بشدة في المناخ العالمي، وتتمثل بارتفاع درجة حرارة المياه في المحيط الهادئ. وقال الباحث في معهد علوم الأرصاد الجوية في كوستاريكا لويس فرناندو ألفارادو: "عندما ترتفع حرارة المحيط تنتقل إلى الجو، وتسبب تغيرات في الرياح والأمطار في دول أميركا الوسطى والساحل الغربي لأميركا الجنوبية". ويعزو بعض الخبراء الجفاف إلى قطع الغابات. ففي 2011 أعلنت الأمم المتحدة أن تصحر الغابات في أميركا الوسطى ازداد خلال 20 سنة من 54 ألف هكتار إلى 74 الفاً سنوياً.
وتسعى سلطات دول أميركا الوسطى للتوصل إلى سياسة لمواجهة هذه الظاهرة التي تضرب بلداناً يُعد أكثر من 60 في المئة من سكانها البالغ عددهم مجتمعين 42 مليوناً، تحت خط الفقر.