في إطار عام الاستدامة، قامت هيئة البيئة–أبوظبي، بالشراكة مع ذا ناشيونال أكواريوم أبوظبي، ومركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ، بإعادة إطلاق مجموعة من السلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر والسلاحف ضخمة الرأس إلى موائلها الطبيعية بعد إعادة تأهيلها، وذلك في شاطئ جميرا السعديات في إمارة أبوظبي. أشرف ذا ناشيونال أكواريوم على إعادة تأهيل 200 سلحفاة، بينما قام مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ بإعادة تأهيل 14 سلحفاة.
أُقيم الإطلاق الأول للسلاحف في 6 حزيران (يونيو)، وفي 8 حزيران (يونيو) أقيم الإطلاق الثاني في منتجع وڤلل السعديات روتانا، حيث تضمن سلسلة من الأنشطة التوعوية والترفيهية.
يُعتبر إطلاق السلاحف تتويجاً لبرنامج الإنقاذ وإعادة التأهيل الذي تنفذه هيئة البيئة-أبوظبي بالتعاون مع ذا ناشيونال أكواريوم منذ توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين في عام 2020، وقد أثمر هذا التعاون عن إنقاذ 1067 سلحفاة حتى الآن. كما وقّعت هيئة البيئة-أبوظبي مذكرة تفاهم مع مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ في عام 2023، مما ساهم في إنقاذ 23 سلحفاة.
وتعكف هيئة البيئة-أبوظبي على دراسة ومراقبة وحماية السلاحف البحرية في أبوظبي منذ عام 1999، وقد نجحت في الحفاظ على استقرار أعدادها في مياه الإمارة، حيث توجد أربعة أنواع رئيسية من السلاحف البحرية في أبوظبي، منها نوعان هما الأكثر انتشاراً في مياه أبوظبي: السلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر، في حين أن النوعان الآخران يزوران مياه الإمارة من حين لآخر وهما: السلحفاة ضخمة الرأس وسلحفاة ريدلي الزيتونية.
وتشير الأبحاث التي أجرتها الهيئة، على مدى عقدين، إلى أن العديد من السلاحف تتعرض لصدمة حرارية نتيجة برودة المياه في فصل الشتاء، وهي حالة تصبح فيها السلاحف البحرية ضعيفة جداً وخاملة بسبب الانخفاض الشديد في درجة حرارة المياه، وبالتالي لا تستطيع السباحة وتطفو على سطح الماء، وفي بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى تراكم البرنقيل (النَّو) على أصدافها، مما يعيق قدرة السلحفاة على الحركة، لذلك تحرص هيئة البيئة-أبوظبي على إنقاذها ورعايتها وإعادة تأهيلها ثم إطلاقها مرة أخرى في موائلها.