لا تزال حمى الملاريا منتشرة بشكل واسع ووبائي في موسم الأمطار في موريتانيا، على رغم الجهود الحكومية للقضاء على المرض بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وهيئات دولية أخرى. إلا أن هذه الجهود أخفقت بسبب غياب الصرف الصحي في معظم المدن وانتشار المستنقعات التي تخلفها الأمطار لتشكل بيئة مثالية لتكاثر بعوض الملاريا.
"الناموسيات" المشبعة بمواد طاردة للبعوض هي إحدى السلع القليلة التي لا يتأثر رواجها بتغير فصول العام، حيث تبقى محافظة على سعر 20 دولاراً للناموسية، في حين تحتاج الأسرة إلى عدد أفرادها من هذه الناموسيات التي تمثل وسيلة الوقاية الأكثر استخداماً في موريتانيا، الواقعة في منطقة الساحل الأفريقي أحد الجيوب المتبقية لهذا المرض في العالم.
تفتك الملاريا سنوياً بآلاف الموريتانيين، ما دفع الحكومة إلى تأسيس برنامج وطني متخصص في مكافحة هذا المرض يتركز نشاطه على التوعية بمخاطره وسبل الوقاية منه وتوزيع الأدوية الواقية والناموسيات، مع التركيز على فئة الأطفال و النساء الحوامل.
في السنوات الأخيرة، بحسب البرنامج الوطني، أصبحت الملاريا تهدد جميع سكان موريتانيا بفعل عدة عوامل، منها التغيرات المناخية والأمطار وانتشار السدود وزراعة الواحات في الشمال، وبالتالي أصبحت موريتانيا بجميع مناطقها حتى العاصمة نواكشوط مهددة بهذا المرض الخطير. فالمستنقعات المنتشرة في المدن، بما توفر من بيئة مثالية لتكاثر بعوض الملاريا، وانعدام الصرف الصحي، وضعف التغطية الصحية كلها عوامل تجعل من المستبعد القضاء على الملاريا في البلاد في المدى المنظور.