في إطار جهودها للمحافظة على جودة البيئة وتحسين نوعية حياة المواطنين والمقيمين في أبوظبي، أطلقت هيئة البيئة– بوظبي مشروع "شبكة مراقبة الروائح المزعجة في إمارة أبوظبي"، والذي سيمكّنها من مراقبة تلوّث الهواء والروائح المزعجة والحدّ من الإزعاج الناتج عنها من خلال متابعة الأنشطة المسببة لها في جميع أنحاء أبوظبي.
يتضمن المشروع متعدد المراحل، والذي يمتد لخمس سنوات، مجموعة متنوعة من الأنشطة التي ستركز على جميع المصادر المحتملة للروائح المزعجة في أبوظبي، لتضمن عدم تأثيرها سلباً على البيئة المحيطة بها، كما ستكون الشبكة بمثابة أداة قيمة للكشف المبكر والاستجابة السريعة لانبعاثات الروائح التي تسبب الإزعاج للسكان.
خلال مرحلة تنفيذ المشروع، ستركز الهيئة على رصد أهم ملوّثات الهواء المحيط التي تسبب روائح مزعجة بشكل مستمر، وذلك لتعزيز المعرفة بشأن مستويات هذه الملوّثات، التي عندما تصل إلى حدّ معيّن، تسبب إزعاجاً للسكان.
من ناحية أخرى، وكجزء من المشروع، ستقوم الهيئة أيضاً بتشغيل محطتين متحركتين مخصصتين لمراقبة الروائح المزعجة ومجهزتين بأجهزة تحليل مرجعية متطورة تتوافق مع المعايير الدولية تستخدمان للتحقق من أي شكاوى من الروائح في أسرع وقت ممكن. كما سيتم استخدام المحطتين في إجراء الدراسات الفنية المتخصصة حول مستويات هذه الروائح ودرجة تأثيرها عند الحاجة الفنية إليها. كما وستنشئ الهيئة مختبراً فريداً من نوعه ومعتمد دولياً لقياس الروائح والغازات في أبوظبي، وسيتم استخدام نتائجه في تحديد أماكن نشر أجهزة الرصد والاستشعار عن بُعد مستقبلاً بهدف مساعدة الهيئة في تقييم امتثال المنشآت للوائح والقوانين البيئية، ومساعدتهم في تحديد أولوياتهم في إدارة والتحكم في هذه الروائح بأكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة.
كما أنه في إطار سعيها لتطوير وتنفيذ نظام لتقييم الروائح، شرعت الهيئة في تطوير مجموعة من "المعايير الفنية للروائح المزعجة" لمساعدة خبرائها على فهم مستويات ودرجة تأثير هذه الروائح، التي من المحتمل أن تتسبب في إزعاج الجمهور، وهو ما يعتبر جانباً مهماً من جوانب العملية برمتها للمساعدة في تنظيم العمليات الحالية وخطط التنمية المستقبلية، وفي تخطيط استخدام الأراضي لمشاريع التنمية الجديدة. كما وستدعم الهيئة عملية إدارة الروائح من خلال إصدار إرشادات فنية للمنشآت بشأن تطوير خطط لإدارة الروائح فيها، وسيتم ربط أي إرشادات فنية مستقبلية بأفضل الممارسات الفنية المعترف بها دولياً، وبما يتناسب مع حجم انبعاثات هذه المنشآت.
تستجيب هيئة البيئة-أبوظبي لشكاوى الروائح المزعجة من خلال استخدام أجهزة محمولة لمراقبة الروائح والتحقق من تركيزاتها، بالإضافة إلى استخدام محطة متنقلة لمراقبة جودة الهواء تقيس بشكل مستمر جميع ملوّثات الهواء المحيط وعناصر الأرصاد الجوية مثل الحرارة وسرعة الرياح واتجاهها. كما توفر تقنيات الرصد والقياس المختلفة التي تستخدمها الهيئة حالياً بيانات ومعلومات قيمة حول نوعية الملوّثات، وطبيعة الغازات التي تتسبب بالروائح المزعجة بالإضافة إلى درجة تركيزها ومصادرها وكيفية تشتتها في الهواء المحيط. وعند تحديد النشاط المسبب للروائح المزعجة يقوم فريق الامتثال والإنفاذ في الهيئة بالاستجابة من خلال زيارة المنشأة المتسببة بها، والعمل معها لاتخاذ الإجراء المناسب لمعرفة أسبابها والتخلص منها بشكل جذري أو تنفيذ التدابير المناسبة للتخفيف منها بالشكل الملائم.