رصدت هيئة البيئة أبوظبي خلال المسح السنوي للسلاحف البحرية لأول مرة عشاً للسلاحف الخضراء في أحد المواقع الرئيسية لتعشيش سلاحف منقار الصقر في منطقة الظفرة، وذلك في إطار برنامج تقييم ومراقبة البيئة البحرية. وعلى الرغم من انتشار السلاحف الخضراء على نطاق واسع في مياه أبوظبي، إلا أنه لم يتم تسجيل أي حالات تعشيش لها من قبل.
وتتميز الجزيرة التي شوهد فيها العشّ بشواطئ صغيرة ومتعددة تفصلها نتوءات صخرية - على النقيض من شواطئ عُمان الطويلة والواسعة حيث تعشش السلاحف البحرية الخضراء بكثرة، وهذا هو السبب في أن رصد هذا العشّ لم يكن متوقعاً.
يُشار إلى أن الهيئة سجّلت خلال هذا العام 247 عشاً لسلاحف منقار الصقر، مقارنة بـ 193 عشاً في عام 2022، بنسبة نجاح في عمليات التفقيس بلغت 72 في المئة، مما يدل على استقرار أعداد هذا النوع في مياه أبوظبي. وتعكس هذه الزيادة في نشاط التعشيش الجهود المستمرة التي تبذلها هيئة البيئة لحماية السلاحف البحرية التي تأويها أبوظبي، حيث يعتبر التعشيش مؤشراً رئيسياً على صحة النظام البيئي البحري.
وتنتشر في محيطات العالم سبعة أنواع من السلاحف البحرية، يمكن مشاهدة أربعة أنواع منها في أبوظبي، حيث يتواجد إثنان منها بشكل رئيسي هما سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء، في حين أن النوعان الآخران يزوران مياه أبوظبي من حين لآخر وهما: السلحفاة ضخمة الرأس وسلحفاة ريدلي الزيتونية.
وفي أبوظبي، تم رصد معظم سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء في مياه منطقة الظفرة، التي تقع بين جزيرتي أبو الأبيض وبوطينة، وكذلك في المياه المتاخمة لجزيرتي الياسات والمهيمات. حيث توفّر هذه المناطق مروجاً واسعة من الأعشاب البحرية والطحالب وموائل الشعاب المرجانية.
الجدير بالذكر أن موسم التعشيش يبدأ في منتصف شهر آذار (مارس) ويمتد حتى منتصف حزيران (يونيو)، ويتم تسجيل حوالي 200 عشّ خلال موسم التعشيش، وعادة ما يفقس البيض بين منتصف حزيران (يونيو) وأوائل آب (أغسطس). وتعتبر إناث السلاحف انتقائية للغاية عندما يتعلق الأمر باختيار مواقع التعشيش، وكثيراً ما تُشاهد على الشاطئ في ليالي عديدة بدون انقطاع قبل قيامها بتحديد واختيار موقع تتوفر فيه الرمال المناسبة، ويكون بعيداً عن الأنشطة البشرية.
ويوفّر نشاط التعشيش والفقس المتزايد الذي تم تسجيله خلال مسح السلاحف لهذا العام دليلاً إضافياً على صحة وسلامة النظم البيئية البحرية في أبوظبي، مما يعزز فعالية سياسات حماية وتأهيل البيئة البحرية الفعالة، التي تطبقها هيئة البيئة– أبوظبي والجهود التي تبذلها لإنشاء وإدارة المحميات الطبيعية من خلال شبكة زايد للمحميات الطبيعية التي تضم 6 محميات بحرية تمثل 14 في المئة من مساحة البيئة البحرية في أبوظبي وتساهم في الحفاظ على عناصر التنوُّع البيولوجي واستقرار الأنواع الهامة، حيث تم اختيار برامج إعادة تأهيل النظم البيئية الساحلية والبحرية التي تقودها الهيئة في أبوظبي ضمن قائمة أفضل عشر مبادرات عالمية لاستعادة وتأهيل النظم البيئية من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) في 2022.
هذا وتقوم هيئة البيئة–أبوظبي، منذ عام 1999، بإجراء أبحاث وبرامج المراقبة لحماية السلاحف البحرية في أبوظبي، حيث نجحت في الحفاظ على استقرار أعدادها في المياه الإقليمية. ولفهم سلوك السلاحف البحرية بشكل أكبر، أجرت هيئة البيئة–أبوظبي بالتعاون مع شركائها دراستين لجمع البيانات حول أنماط هجرتها من خلال أجهزة التتبع عبر الأقمار الاصطناعية، حيث تم وضع أجهزة تعقب على 75 سلحفاة منقار الصقر و45 سلحفاة خضراء، وكشفت عن مسارات الهجرة والمناطق الهامة لتغذية السلاحف.
وحددت البيانات المتعلقة بسلاحف منقار الصقر مناطق التغذية المهمة في مياه الخليج العربي وأنماط هجرتها المؤقتة من المياه الضحلة الدافئة إلى المياه العميقة الباردة خلال أشهر الصيف، كما ربطت البيانات المتعلقة بتتبع السلاحف الخضراء بين منطقتين، منطقة التغذية في أبوظبي ومنطقة التعشيش في رأس الحدّ في عُمان حيث قطعت السلاحف الخضراء مسافات تتراوح بين 2340 و7148 كم. وتساهم هذه النتائج في تعزيز جهود الحفاظ على السلاحف البحرية على المستوى الوطني والإقليمي في منطقة الخليج العربي.
معلومات عن السلاحف الخضراء:
• وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN2008)، تندرج السلاحف الخضراء ضمن الأنواع "المهددة بالانقراض".
• صَدفة السلاحف الخضراء مقعرة على شكل قبة بيضاوية، وهي غالباً ملساء ولها قشرتين في المقدمة ومخلب واحد.
• يكون لون صغار السلاحف الخضراء أخضر غامق أو أسود، وتتغذى على قناديل البحر والرخويات والإسفنج. أما السلاحف البالغة فتتغذى على النباتات بشكل كامل، حيث تتغذى على الأعشاب البحرية والطحالب.
• توجد السلاحف البحرية الخضراء، في العادة، بالقرب من مواقع الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية والخلجان في البحار الاستوائية وشبه الاستوائية.
• تتميز السلاحف الخضراء بانتشار أوسع مقارنة بأي نوع آخر من أنواع السلاحف البحرية التي يمكن العثور عليها في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا وأوروبا والخليج العربي.