أكملت هيئة البيئة-أبوظبي بنجاح تقييمها للأنظمة البيئية البرية والبحرية في الإمارة، وذلك في إطار إعداد قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية، والتي تعتبر جزءاً من مشروعها المتكامل لتقييم البيئات البرية والبحرية في الإمارة، والذي يعتبر أول تقييم من نوعه على مستوى المنطقة.
وستعمل قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية على تعزيز جهود الهيئة لحماية الموائل والأنظمة البيئية المهددة بشكل فعّال في الإمارة، من خلال تضمين النظم البيئية المهددة ذات الأولوية في الخطط لتوسيع شبكة المحميات الطبيعية التي تديرها الهيئة. كما ستعزز هذه القائمة أيضاً من الجهود التي تبذلها الهيئة للتخفيف والتكيُّف مع تأثيرات تغيُّر المناخ، خاصة وأن الإمارات تستعد لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيُّر المناخ "كوب 28" في وقت لاحق من هذا العام.
وستساعد القائمة في التطوير المستدام للتخطيط الحضري واستخدام الأراضي ومشاريع البنية التحتية، الأمر الذي سيساهم في دعم الجهود التي تبذلها أبوظبي لتحقيق النمو دون المساس بالبيئة والمحافظة على مواردها الطبيعية ونظمها البيئية.
وسيتم نشر قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية كوثيقة من وثائق الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، والتي سيتم توزيعها في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي سيساهم في تسليط الضوء على جهود أبوظبي في تطبيق عمليات ذات معايير دولية على المستوى المحلي لحماية تنوُّعها البيولوجي.
وشمل التقييم 16 نظاماً بيئياً برياً وبحرياً، حيث تم تصنيف إثني عشر نظاماً بيئياً بأنها "مهددة"، في حين تم تقييم نظامين على أنهما "معرّضان للخطر بشكل كبير"، وخمسة أنظمة "مهددة بالانقراض"، وخمسة أنظمة أخرى أنها "معرضة للخطر". وكشف التقييم أنه في الوقت الحالي، لا يوجد دليل على أي تدهور لنظام بيئي داخل أبوظبي.
وتعدّ الجبال والوديان والسهول الساحلية وغابات القرم والسبخات والنظم البيئية للشعاب المرجانية من أكثر النظم البيئية المهددة وفقاً للتقييم الذي أُجريَ في أبوظبي. ويتم بالفعل توفير الحماية للعديد من هذه النظم البيئية من خلال شبكة زايد للمحميات الطبيعية التي تديرها هيئة البيئة-أبوظبي.
وتدير الهيئة شبكة من المحميات الطبيعية تضم 20 محمية منتشرة في مختلف أنحاء أبوظبي، وتقوم من خلالها بالمحافظة على التنوُّع البيولوجي في أبوظبي، ولاسيما الأنواع المهددة والنظم البيئية. ويرتبط إنشاء هذه المحميات الطبيعية بتنفيذ برامج لمراقبة الأنواع والموائل بشكل مكثّف، فضلاً عن تنفيذ مشاريع لاستعادة وإعادة تأهيل النباتات والحيوانات.
ونجحت الهيئة في إعادة تأهيل الأنواع النباتية الهامة - مثل أشجار الصرح والغاف والسمر - في موائلها الطبيعية لضمان بقائها كجزء من المناظر الطبيعية والإرث الثقافي في أبوظبي. وقد أثبتت جهود هيئة البيئة-أبوظبي أيضاً تأثيرها، مع حماية وزيادة أعداد العديد من الأنواع المهددة- بما في ذلك المها العربي، وأبقار البحر، والسلاحف البحرية. كما حظيت جهود أبوظبي لإعادة تأهيل غابات أشجار القرم والشعاب المرجانية وحماية التنوُّع البيولوجي البحري باعتراف دولي، حيث تم اختيار برامج إعادة تأهيل النظم البيئية الساحلية والبحرية في أبوظبي، والتي تقودها الهيئة ضمن قائمة أفضل عشر مبادرات عالمية لاستعادة وتأهيل النظم البيئية ضمن عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية.