سلّطت دراسة جديدة الضوء على المناطق في جميع أنحاء العالم الأكثر عرضة لخطر الآثار المدمرة لدرجات الحرارة الحارقة وغير المستعدة لمواجهته.
ومن المرجح أن تجتاح موجات الحرّ المهددة للحياة العالم هذا القرن، وسط مخاوف من تفاقم تغيُّر المناخ.
وتُظهر الدراسة الجديدة التي قادها باحثون من جامعة بريستول، والتي نُشرت في مجلة Nature Communications، أن درجات الحرارة القصوى غير المسبوقة، جنباً إلى جنب مع الضعف الاجتماعي والاقتصادي، تجعل مناطق معيّنة، مثل أفغانستان وأميركا الوسطى، أكثر عرضة للخطر.
وغالباً ما تكون البلدان التي لم تشهد حتى الآن أشدّ موجات الحرّ شديدة التأثر بشكل خاص، حيث غالباً ما يتم تقديم تدابير التكيُّف فقط بعد الحدث.
وتؤدي الاحتمالية العالية لدرجات حرارة قياسية، وتزايد عدد السكان، ومحدودية الرعاية الصحية وتوفير الطاقة إلى زيادة المخاطر.
وتصدّرت أفغانستان وبابوا غينيا الجديدة وأميركا الوسطى قائمة البلدان الأكثر تضرراً.
وتشير الدراسة إلى أن هذه النتائج القاتمة تأتي في أعقاب استيلاء طالبان على أفغانستان، حيث أصبح نظامها الصحي الآن على وشك الانهيار، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وأظهرت الدراسة أيضاً أن محدودية الرعاية الصحية والاستعدادات لتغيُّر المناخ لعبت أيضاً دوراً كبيراً في نقاط الضعف في بابوا غينيا الجديدة وأميركا الوسطى، مثل غواتيمالا والسلڤادور وهندوراس ونيكاراغوا وكوستاريكا وبنما.
وقال البروفيسور دان ميتشل، أستاذ علوم الغلاف الجوي في معهد جامعة بريستول كابوت للبيئة، الذي شارك في تأليف الدراسة: "الاستعداد ينقذ الأرواح. لقد رأينا بعضاً من أكثر موجات الحرّ غير المتوقعة حول العالم تؤدي إلى وفيات مرتبطة بالحرارة في عشرات الآلاف. وفي هذه الدراسة، أظهرنا أن مثل هذه الأحداث المحطمة للأرقام القياسية يمكن أن تحدث في أي مكان. الحكومات في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى أن تكون مستعدة".
ووجد الخبراء أن "حالات التطرُّف غير المعقولة إحصائياً'' حدثت في 31 في المئة من المناطق التي تم تحليلها بين 1959 و2021.
ولم يكن لهذا الشذوذ في درجات الحرارة نمط واضح، ما يثير مخاوف من أن التطرُّف "يمكن أن يحدث في أي مكان وفي أي وقت".
ويشير الخبراء إلى أن البلدان التي كانت محظوظة بما يكفي لتفادي أسوأ تطرُّف حتى الآن هي الأكثر عرضة للخطر في المستقبل، بسبب الافتقار إلى تدابير الحماية السابقة.
وتم تصنيف مقاطعات بكين وهيبي وتيانغين في الصين على أنها مناطق مثيرة للقلق، بالإضافة إلى منطقة خاباروفسك في شرق روسيا.
ومع ذلك، كان تحليل الدول الإفريقية وكوريا الشمالية وعدد قليل من الدول الأخرى محدوداً بسبب قلّة البيانات المتاحة والقابلة للاستخدام.
ويقرّ الخبراء أيضاً بأن أنماط المناخ يمكن أن تختلف داخل الدول المعرضة للخطر المدرجة بناء على الظواهر المحلية المتطرّفة وأنماط الطقس.
وأوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتور ڤيكي طومسون، عالِمة المناخ في معهد جامعة بريستول كابوت للبيئة: "مع تزايد حدوث موجات الحرّ، نحتاج إلى الاستعداد بشكل أفضل. نحدد المناطق التي ربما كانت محظوظة حتى الآن، بعض هذه المناطق يتزايد فيها عدد السكان بسرعة، وبعضها دول نامية، وبعضها شديد الحرارة بالفعل. نحن بحاجة إلى السؤال عما إذا كانت خطط العمل بشأن الحرارة لهذه المناطق كافية". (عن "ديلي ميل")