صدر العدد 299 من مجلة "البيئة والتنمية" لشهر شباط (فبراير) 2023، وهو متوفّر مجاناً عبر موقعنا الالكتروني
www.afedmag.com
موضوع الغلاف لهذا العدد بعنوان "تغيُّر المناخ يهدد أوروبا في ثلوجها"، فأوروبا تشهد حالياً فصل شتاءٍ معتدلاً قليل الثلوج. وفيما ساهمت درجات الحرارة المرتفعة في أكثر مناطق القارة خلال الشهور الأولى من الشتاء بتخفيف الضغط على إمدادات الطاقة، تُثير سفوح الجبال العارية من الثلوج مخاوف بشأن تأثيرات تغيُّر المناخ على مستقبل السياحة الشتوية والموارد المائية.
كذلك يتضمن العدد مقالاً بعنوان "معالِم طبيعية تحظى بصفة "الشخص الاعتباري" من أجل حمايتها"، حيث تشير الدلائل العلمية إلى أن الأزمة البيئية العالمية تتسارع، وأن القوانين البيئية لم تكن قادرة على عكس هذا الاتجاه. وتُجادِل حركة الاعتراف بالطبيعة كصاحبة حقوق بأنّ القوانين الحالية تنظّم تدمير العالم الطبيعي بدلاً من إيقافه. وعوضاً عن الإصلاح التدريجي لمثل هذه القوانين، يقرّ عدد متزايد من السلطات التشريعية حول العالم بحقوق للطبيعة، وإن كانت هذه الخطوة لا تضمن تماماً سلامة المعالِم الطبيعية. وفي العدد أيضاً مقال بعنوان ""أفاتار" طريق الماء: رسائل عن البيئة والأسرة والسكّان الأصليين بمنظور غربي". تمثّل سلسلة أفلام "أفاتار" (Avatar)، التي كان إصدارها الأول في عام 2009، قراءة حديثة لثقافة السكّان الأصليين وعلاقتهم بالأرض وانسجامهم مع الطبيعة، في مقابل ثقافة الغزاة المستعمرين الأقل وعياً بالبيئة. ويدعم إصدارها الثاني، الذي ينتقل من عالم الغابات إلى عالم البحار، مفهوم التضامن بين أفراد المجتمع وأهميته في الحفاظ على الوطن وموارده. كما يتضمّن العدد مقالاً مصوَّراً بعنوان "جائزة مصوِّر الطبيعة الأوروبية لعام 2022" يضم مجموعة من الصور الفائزة في المسابقة التي تنظمها الجمعية الألمانية لتصوير الطبيعة (GDT)، بالإضافة إلى أبرز إصدارات المجلات العلمية العالمية لشهر شباط (فبراير).
وفي افتتاحية العدد بعنوان "إصلاح الأنظمة قبل تخضيرها" يقول نجيب صعب أن المعالجات الفردية الجزئية لا تحلّ المشاكل العامة للمواطنين ولا تمنع الدُوَل من الانهيار، فـ "المبادرات الفردية ومساهمات القطاع الخاص، على أهميتها، لا توصل إلى نتائج عامّة قابلة للاستمرار ويستفيد منها جميع الناس، ما لم تكن في إطار خطة وطنية شاملة. فالسياسات الخاطئة والعقيمة للحكومات كفيلة بمحو الفوائد العامّة لكل المبادرات الفردية". ويخلص صعب إلى القول أنه لا يمكن الحديث عن الاستثمار في البيئة وتخضير الاقتصاد، بمعزل عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية السائدة، "فلا يمكن بناء "اقتصاد أخضر" في غياب الأسس الصحيحة للاقتصاد، لأن هذا يقوّض المفاهيم البيئية والاقتصادية معاً".