لو عاش جميع سكان العالم مثل شخص متوسط في قطر، فإن تلبية احتياجات هذا المستوى من الاستهلاك تحتاج إلى 6.6 كواكب كالأرض.
سجلت قطر أعلى بصمة بيئية في العالم وفق "أطلس البصمة البيئية والموارد الطبيعية في البلدان العربية" الذي أصدره المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) عام 2012 بالتعاون مع الشبكة العالمية للبصمة البيئية (Global Footprint Network – GFN). وهو يحلل حجم الطلب على الموارد، أي البصمة البيئية، والإمدادات المتوافرة، أي القدرة البيولوجية، بمقياس الهكتارات العالمية. وتشمل تحليلاته الدول الـ22 الأعضاء في جامعة الدول العربية.
أظهرت بيانات GFN أن معدل البصمة البيئية للفرد في قطر هو 11.7 هكتار عالمي، أي أربعة أضعاف البصمة البيئية العالمية البالغة 2.7 هكتار عالمي. وإذا ما أريد تخفيض البصمة البيئية للبلاد فلا بد من اتباع عدة استراتيجيات: تحسين ملحوظ في كفاءة الموارد، وتغيير أنماط الاستهلاك، وتنمية القدرة البيولوجية من دون تكثيف إنتاج الموارد.
تحتل قطر مساحة 3.2 مليون هكتار من الأراضي والمياه المنتجة. من تلك المساحة يوجد 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، و50 ألف هكتار من المراعي، و52 ألف هكتار لدعم البنية التحتية في البلاد. وفي قطر كذلك 3.1 مليون هكتار من الجرف القاري والمياه الداخلية لدعم مصائد الأسماك.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار الفروقات بين معدلات الإنتاجية الإقليمية بالنسبة للأراضي الزراعية والمراعي والغابات ومصائد الأسماك مقارنة بمستويات الإنتاجية العالمية المقابلة، فإن إجمالي القدرة البيولوجية لقطر هو 2.9 مليون هكتار عالمي. وهذا أقل بكثير من بصمتها البيئية الإجمالية البالغة 16.3 مليون هكتار عالمي.
وكما هو واضح في الرسم البياني، فإن البصمة البيئية للفرد في قطر هي أعلى بكثير من القدرة البيولوجية المتوافرة للفرد في البلاد والبالغة 2.1 هكتار عالمي. وهذا التجاوز عائد لزيادة الاستهلاك وارتفاع معدل النمو السكاني. فقد ارتفع عدد سكان البلاد من 51 ألفاً في العام 1961 الى 1.4 مليون في العام 2008. وخلال الفترة نفسها، تدنّت القدرة البيولوجية المتوافرة للفرد بنسبة 96 في المئة.
الصورة: ناطحات سحاب في الدوحة عاصمة قطر