أطلق برنامج الأمم المتحدة للبيئة، المكتب الإقليمي لغرب آسيا في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) تقرير سيناريوهات إيصال صافي انبعاثات الكربون إلى مستوى الصفر في غرب آسيا خلال جلسة حوارية عُقِدت في جناح البنك الإسلامي للتنمية في مؤتمر المناخ 27 في شرم الشيخ، جمعت عدداً من الأكاديميين ومندوبي الدول وممثلين عن المجتمع المدني.
تمّ إعداد التقرير بدعم من البنك الإسلامي للتنمية، والوكالة السويدية للتنمية الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة - مركز كوبنهاغن للمناخ. ويتناول التقرير إجراءات التخفيف الواردة في المساهمات المحددة وطنياً، وخطط التنويع الاقتصادي، واستراتيجيات النمو الأخضر لبلدان غرب آسيا. ويعرض ثلاثة سيناريوهات محتملة للتخفيف من آثار تغيُّر المناخ في المنطقة، وهي سيناريو العمل كالمعتاد، وسيناريو السياسات الحالية، وسيناريو العمل المناخي المعزز.
وفي هذا السياق، قال السيد سامي ديماسي، ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمدير الإقليمي لغرب آسيا: "تعمل بلدان غرب آسيا بشكل متزايد على تكثيف جهودها لضمان التحوّل بالانبعاثات الى مستوى الصفر من خلال اعتماد استراتيجيات النمو الأخضر والتنويع الاقتصادي". وأضاف قائلاً: "يهدف التقرير إلى دعم وإلهام البلدان في غرب آسيا لمواصلة تطوير طموحاتها نحو الالتزام بإيصال الانبعاثات الى مستوى الصفر".
ويشير التقرير إلى أنه من خلال تطبيق التقنيات المتاحة اليوم في قطاعات الكهرباء والنقل والصناعة والخدمات والمتطلبات المنزلية، ستكون منطقة غرب آسيا قادرة على خفض مستوى انبعاثاتها إلى 250 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون ضمن إطار سيناريو العمل المناخي المعزز بحلول عام 2050، بينما ستضاعف المنطقة انبعاثاتها الحالية لتصل إلى أكثر من بليوني طن بحلول عام 2050 إذا ما تم اعتماد سيناريو العمل كالمعتاد.
ووفقاً للتحليل ذاته، يمكن أن يؤدي تطبيق السياسات والاستراتيجيات الحالية إلى إبطاء وتيرة تزايد الانبعاثات من دون القدرة على خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون عن المستويات الحالية بحلول العام نفسه.
هذا ويعدّ قطاع الطاقة أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة في منطقة غرب آسيا والمعروفة باعتمادها إلى حدٍ كبير على النفط والغاز الطبيعي لتلبية احتياجاتها الأولية من الطاقة. حيث يتمّ استخدام ما يقرب من نصف (47٪) النفط المنتج في قطاع النقل، ويستخدم 33 في المئة لتوليد الطاقة، بينما يتمّ استهلاك المتبقي في قطاعي الصناعة والاستخدامات المنزلية. بالإضافة إلى ذلك، يتمّ استخدام 66 في المئة من الغاز المنتج لتوليد الطاقة، ويستهلك قطاع الصناعة ما تبقى من الإنتاج.
في سياق السيناريوهات المذكورة أعلاه، يتناول التقرير تكاليف التقنيات المختلفة. في الواقع، تمتلك منطقة غرب آسيا إمكانيات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. حيث تتمتع جميع دول المنطقة بإمكانية عالية لاستخدام الطاقة الشمسية، ويُعتبر بعضها من بين الأعلى في العالم. وهو ما يسمح بتطبيق إجراءات التخفيف بتكاليف سلبية يمكن اعتبارها بالتالي كإيرادات.
علاوة على ذلك، فإن إزالة الكربون من قطاع الطاقة سيخلق عدداً كبيراً من الوظائف ضمن مفهوم الاقتصاد الأخضر. ويشير التقرير إلى أن تحقيق طموحات الطاقة المتجددة في سيناريو العمل المناخي المعزز سيخلق أكثر من 17.7 مليون سنة عمل و689 ألف وظيفة دائمة لتشغيل وصيانة البنى التحتية التي سيتمّ تطويرها في ظل هذا السيناريو.