رياض شعباني- الجزائر
سجّلت الجزائر منذ بداية شهر حزيران (يونيو) الحالي 57 حريقاً تسببت بإتلاف 270 هكتاراً من مساحة الغابات عبر عدة ولايات، حسبما كشف عنه الثلثاء المدير العام للغابات، جمال طواهرية، في تصريح للإذاعة الجزائرية.
و لتجنب سيناريو الصيف الماضي، الذي شهد حوادث مأساوية وخسائر بشرية، و كذلك التهام النيران المشتعلة لأكثر من 100 ألف هكتار من مساحة الغابات، أكّد طواهرية أن مصالح الغابات شرعت في "توعية المواطنين بكيفية التصرف أثناء نشوب الحرائق وذلك بتقديم إرشادات و نصائح"، مع إصدار مخطط "يرتكز أساساً على تنظيف الطرقات والمسالك وتكثيف الدوريات في الغابات، إضافة إلى وضع مراكز مراقبة الحرائق في مختلف مناطق الغابات التي ستعمل على إرسال الانذار المبكر بغرض التدخل الأولي، مع فِرَق الحماية المدنية"، كما تم تعليق انتاج مادة الفحم موقتاً خلال فصل الصيف.
كذلك تم تسخير امكانيات بشرية ومادية هائلة لضمان صيف آمن، مع استئجار طائرة قاذفة للمياه، وهي العملية التي تندرج ضمن استراتيجية الجزائر لحماية المواطنين والثروة الغابية من مخاطر الحرائق.
وتراهن السلطات في الجزائر على دور وسائل الإعلام في عملية توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الثروة الغابية، بالتركيز على الإذاعة الجزائرية التي تخصص برامج توعوية عبر مختلف قنواتها، وهو ما نظمته الإذاعة الجزائرية أول من أمس عبر مختلف محطاتها.
وفي سياق آخر، أشار طواهرية إلى "عدم توافق التشريعات والأطر القانونية سارية المفعول لحماية الثروة الغابية، التي تعود إلى سنة 1984، مع المستجدات الحالية، خصوصاً في ما يتعلق بالجانب الردعي لحماية الغطاء النباتي".
وبخصوص مشروع القانون الجديد المنظم لقطاع الغابات أوضح أنه "موجود حالياً على مستوى الأمانة العامة للحكومة، وهذا بعد عرضه على مستوى وزارة العدل لما يتضمنه من إجراءات ردعية جديدة وصارمة جداً لمحاربة كل أشكال الإعتداءات على الغابات، موضحاً انه تضمن أيضاً "تسهيلات للمستثمرين خصوصاً في مجال تربية النحل والإستجمام وغرس النباتات العطرية، إضافة إلى انتاج المواد الخشبية و غير الخشبية".