توصّل علماء المناخ الأوروبيون إلى استنتاج مفاده بأن درجة الحرارة لأعماق المحيط العالمي سترتفع بعد 50 عاماً بمقدار 0.2 درجة مئوية، الأمر الذي سيغيّر اتجاهات تيارات البحر في منطقة المحيط الأطلسي وغيرها من مناطق الأرض. وقد نشرت نتائج الدراسة مجلة Communications Earth & Environment.
وقالت الباحثة في جامعة "أكستر" البريطانية، ماريا هوسي ميسيا، "إن مياه المحيط العالمي تقوم بإبطاء ارتفاع درجة الحرارة على الكوكب، إذ أنها تمتص 90 في المئة من الحرارة وثلث غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي ينبعث نتيجة نشاط الانسان الاقتصادي، ويخشى العلماء من أن ذلك قد يؤدي إلى اضطراب في البيئات البحرية. وقد تلقينا معلومات أولى عن توزع الحرارة في أعماق المحيط وعمل تيارات البحر على نقل الحرارة إلى مختلف مناطق المحيط العالمي".
ومن أجل إدراك كيفية تغيُّر مناخ الكوكب من الضروري معرفة كيفية توزع الحرارة في الطبقات السفلى والعليا للمحيط العالمي في مختلف مناطقه.
قام العلماء بدراسة معلومات عن درجات الحرارة في طبقات المياه السطحية وفي الأعماق في مختلف مناطق المحيط الأطلسي. وقام الباحثون بوضع نموذج كمبيوتري لتيارات الماء على سطح البحر وفي أعماقه، كما قاموا بحساب كمية الحرارة التي تمتصها طبقات الماء في الأعماق في الفترة ما بين عام 1850 و2018. واتضح أن المحيطات امتصت على عمق 700 متر وما أدناه خلال 150 عاما نحو 62 في المئة من فائض الطاقة الحرارية التي توغلت مع تيارات الماء عبر بحر إرمنهر وكذلك من البحر الشمالي وبحر لابرادور.
وأظهرت حسابات الباحثين أن درجة الحرارة في أعماق المحيط الأطلسي سترتفع في الـ 50 عاماً القادمة بمقدار 0.2 درجة مئوية، ما يمكن أن يغيّر نظام التيارات البحرية.