تحدث رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري في افتتاح مؤتمر "أفد" التاسع عن دور الجامعة في العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وما في يأتي مقتطفات من الكلمة التي ألقاها:
ألقى رئيس الجامعة الأميركية في بيروت(AUB) الدكتور فضلو خوري خطاباً قال فيه: "نحن نعتزّ للغاية باستضافة هذا المؤتمر في الجامعة الأميركية في بيروت لأول مرة، وفي سياق الاحتفالات بالذكرى المئة والخمسين لتأسيس الجامعة. لقد ركّزنا بمناسبة هذه الذكرى على جوانب عديدة من تاريخ الجامعة ومستقبلها، من مثل تأثيرنا العالمي، وخدمة المجتمعات من حولنا، واحتضان الجامعة الأميركية في بيروت للجميع، والتفوُّق الأكاديمي، والرعاية الطبية الفائقة، والرياضة، وهلم جرا. ولكن في الواقع، هناك مفهوم فريد يوحّد كل هذه الأنشطة الخاصة بعيد الجامعة، وهذا المفهوم هو الاستدامة.
تابع: "دعوني أشدّد على أن الجامعة الأميركية في بيروت مثلت دائماً الأمل، والتغيير للأفضل، والسعي إلى تحسين ظروف كل البشر في محيطها. هذه الجامعة وخريجوها المتميّزون، وأساتذتها الموهوبون، والأجيال المتلاحقة من خريجيها الجدُد، لديهم الكثير ليقولوه عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. هذه الجامعة، طوال وجودها، كانت في طليعة الجهود الرامية إلى القضاء على الفقر والجوع لضمان صحة أفضل وتعزيز المساواة بين الجنسين وحماية البيئة وحتى تعزيز السلام العالمي عبر تأسيس الأمم المتحدة في العام 1945".
أردف: "نحن ننشط في الجامعة الأميركية في بيروت لإيجاد الحلول، ونبحث في الإصلاح على مستوى المدرسة وكذلك ننفّذ تغييرات يمكننا القيام بها كجامعة رائدة في هذه المنطقة. ونقوم بتحديد النعارف والممارسات التي يمكن أن نتشارك فيها مع مؤسسات قرينة لنا".
ثم سأل: "وماذا عن التعليم العالي؟ هدفُنا الأكثر إلحاحاً كان منع الرسوم الدراسية من أن تصبح خارج متناول الجميع إلا أغنى الأُسر. هذا ما نفعله من خلال التوفير حيثما أمكن، وباعتماد ميزانيات غير أكاديمية تكون رشيقة وهادفة. ولكن إذا رغبنا في اجتذاب أفضل وألمع الطلاب والأساتذة، فسيترتّب علينا الاستثمار في أفضل البحوث والمواهب التعليمية وأحدث المرافق، وهذه نواحي لا تتحمل توفيراً. لذلك نبحث دائما عن شركاء يمكن أن يتقدّموا بتبرعات وتمويل مؤسّساتي لمؤازرتنا في زيادة المساعدات المالية، وتغطية المنح الدراسية في فئات مختلفة، وتنمية صناديقنا الأكاديمية الموقوفة للمساعدات. ونحن نسعى دائما إلى أن نكون جديرين بسخاء داعمينا، وهذا يعني الدراسة المستمرة لأهميتنا، وخدمتنا للمجتمع، والتأثيرالتطويري لعملنا كجامعة. ونحن نعمل أيضا لتخفيف العبء المالي على الطلاب والخريجين، ونسعى في الوقت نفسه لكبح الهجرة الظالمة للأدمغة، والتي تصدّر إلى أسواق العمل خارج لبنان نحو نصف خريجينا الموهوبين. إن تعزيز روح المبادرة هو مجال تركّز الجامعة عليه، وخصوصاً الشركات الناشئة التي تلبي احتياجات التنمية المستدامة".
وختم كلامه قائلاً: "إن أهدافنا لن تتحقّق بسهولة. ولكن إذا نظرنا إلى الوراء، إلى تاريخ هذه الجامعة، من أيام آبائها المؤسسين فصاعداً، لوجدنا أن الجامعة الأميركية في بيروت واجهت مراراً التحدّيات لتحويل ذاتها والمنطقة. والتحدّي المتمثّل في قيادة الابتكار في التعليم المستدام في الدول العربية هو التحدّي الذي يجب علينا أن نرفعه، وسوف نفعل ذلك. إننا ننظر إلى هذا المؤتمر كخطوة كبيرة إلى الأمام نحو تحقيق هذا الهدف".
الجامعة الأميركية في بيروت