كل شيء يتجمد في قرية أويمياكون الروسية، التي تقع على بعد 350 كيلومتراً فقط من الدائرة القطبية الشمالية ويبلغ ارتفاعها 2000 متر عن سطح البحر.
اللعاب يتجمد ويتحول إلى كريات صغيرة، والأنفاس تتحول إلى بلورات، والأكياس البلاستيكية تتصلب وتنشقّ. ببساطة، هذه هي الحياة في القرية، التي تعتبر غالباً أبرد منطقة مأهولة على وجه الكرة الأرضية.
يعيش سكان هذه القرية البالغ عددهم نحو 500 نسمة ظروفاً جوية قاسية، إذ تصل البرودة فيها إلى 72 درجة مئوية تحت الصفر، ولا تزيد على 47 درجة تحت الصفر في فصل الشتاء. ويحرقون الأخشاب والفحم للتدفئة، ويسكنون في منازل مصنوعة من الخشب. ويعمل معظمهم رعاة لأيائل الرنة التي يأكلون لحومها. وفي القرية متجر واحد لتوفير بقية احتياجاتهم من الطعام. وحاولت إحدى شركات الاتصال تركيب محطات تقوية لتعمل بها الهواتف المحمولة، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب تجمد الأجهزة.
ويعاني سكان القرية ظروفاً صعبة خلال يومهم الاعتيادي، مثل تجمد أقلام الحبر، وعدم إمكانية ارتدائهم نظارات بسبب تجمدها على وجوههم، واضطرارهم إلى تشغيل سياراتهم مرة أو أكثر يومياً كي لا تتجمد البطارية. وهم يحتاجون إلى ثلاثة أيام ليحفروا قبراً لدفن الموتى، إذ يتعين عليهم إزالة عشرات الأمتار من الثلوج المتراكمة عن طريق إشعال النار في المكان.
وتشهد القرية في شهر كانون الأول (ديسمبر) أقصر ساعات النهار إذ لا يتجاوز ثلاث ساعات فقط، فيما يدوم في فصل الصيف أكثر من 21 ساعة يومياً. إلا أن ذلك جعل القرية مقصداً لعدد من السياح الأوروبيين.