منذ مساء الأربعاء، ازدحمت الطرق في ولايات فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا مع استجابة ملايين الأشخاص لتحذيرات دعتهم إلى الابتعاد عن الساحل مع اقتراب الإعصار «ماثيو» مصحوباً برياح عاتية تقدر سرعتها بـ 225 كيلومتراً في الساعة. كما يتوقع أن تشتد قوة الإعصار، الذي قتل نحو 265 شخصاً في الكاريبي على الأقل ودمر منازل كثيرة، خصوصاً في هايتي. وهو أقوى إعصار تشهده منطقة الكاريبي منذ عشر سنين.
وقال حاكم ولاية فلوريدا ريك سكوت: «على الجميع في ولايتنا الاستعداد لضربة مباشرة... إذا ضرب ماثيو فلوريدا مباشرة فسيكون حجم الدمار كارثياً».
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن المدارس والمطارات في المنطقة أغلقت أمس، كما أخليت بعض المستشفيات من المرضى. وأظهرت لقطات بثتها محطات التلفزيون السكان الذين قرروا الابتعاد عن الإعصار وهم يصطفون لشراء الماء والأغذية المعلبة من المتاجر.
من جهة أخرى، أظهرت دراسة نشرتها مجلة «ساينس ادفانسز» أن مناطق جنوب غرب الولايات المتحدة تواجه خطر حصول موجة «جفاف هائل» بحلول نهاية القرن الحالي بسبب الاحترار المناخي، لتضاف الى أزمة حالية مزمنة لشح المتساقطات. وتمثل موجات «الجفاف الهائل» فترات من الجفاف القياسي تستمر اكثر من 30 سنة، وهي ظاهرة مناخية نادرة، حصلت في السابق في جنوب غرب الولايات المتحدة ومناطق أخرى حول العالم، بينها بلدان منطقة الساحل في أفريقيا خلال الألفية الماضية. وذكّر الباحثون بأن هذه الظواهر كانت وراء اندثار حضارات عدة في حقبة ما قبل الثورة الصناعية، لافتين إلى أن موجة مماثلة قد تشكل «ضغطاً غير مسبوق على الموارد المائية المحدودة أصلاً" في ولايات كاليفورنيا ونيفادا ونيو مكسيكو ويوتا وكولورادو.