قاد المزاح طالبتين تونسيّتين في مرحلة الماجستير في تكنوبيولوجيا التغذية، إلى التفكير في استخراج قهوة من عنصر نباتي غير البنّ. وهما كانتا تأكلان التمر وتلقيان بالنوى جانباً، وتضحكان من فكرة تحويل نوى التمر إلى مشروب له خصائص بيولوجية قريبة من خصائص القهوة.
هكذا انطلقت الفكرة من مجرد مزحة إلى تجارب استمرّت ثلاثة أشهر تُوّجت بقهوة لذيذة مستخرجة من نوى التمر لا من حبّات البنّ. وتقول الطالبة عبير البقلوطي: "تحمل قهوتنا، التي أطلقنا عليها اسم "قهوة بلادي من تمر أجدادي"، النكهة والطعم ذاتهما مع بعض الاختلافات التي تجعل قهوتنا أفضل من حيث الرائحة والمذاق. وفضلاً عن ذلك فهي خالية تماماً من الكافيين، وهذا يعتبر أمراً في غاية الأهمية من وجهة النظر الصحية". وتضيف أن من أهمّ خصائص هذه القهوة أنها ليست منبّهاً بقدر ما هي مهدّئ، كما تساعد على تعديل درجات السكري لدى مرضى هذا الداء، وتساهم في توسيع شرايين القلب، إلى جانب فوائدها الكثيرة للمرأة المرضعة لأنها تدرّ الحليب.
وحول صعوبة تطوير الفكرة واستثمارها في إنتاج كميّات كبيرة، توضح عائشة الزايري أنّ "المواد الأولية متاحة في تونس، خصوصاً في الجنوب حيث يكثر إنتاج التمور بأنواعها، ويمكن الاتفاق مع مصانع عجين التمور لجمع أكبر كمية ممكنة من النوى".