حذر علماء وبيئيون من انتشار سمكة استوائية سامة في البحر المتوسط قد يتسبب بقتل البشر والقضاء على أنواع محلية في النظام الإيكولوجي البحري. وقد شوهدت "سمكة الأسد" الغازية المفترسة، المسلحة بأشواك سامة ولسعة مؤلمة وقاتلة أحياناً، في مياه تركيا وقبرص، ما استنفر الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN).
تستوطن هذه السمكة، المعروفة أيضاً بسمكة النار الشيطانية، جنوب المحيط الهادئ والمحيط الهندي. وقد وصلت في ظروف غامضة إلى المحيط الأطلسي قبل بضعة عقود، حيث عاثت فساداً في النظم الإيكولوجية البحرية بما في ذلك البحر الكاريبي. ويخشى أن يكون لوصولها إلى البحر المتوسط آثار مدمرة على البيئة البحرية، علماً أن لسعاتها قد تسبب ألماً مبرحاً وتقيؤاً وشللاً في الجهاز التنفسي وصولاً إلى الموت.
وعلى رغم ألوانها الواضحة وبطء حركاتها، فحتى أسماك القرش تأبى الاقتراب منها، ما يطلق لها العنان لتتغذى كيفما تشاء وتقضي على أنواع أخرى، بما فيها تلك التي تبقي انتشار الطحالب تحت السيطرة. ويقول كارلوس جيمنيز، عالم الأحياء البحرية في معهد قبرص، إن ذلك قد يجتذب أنواعاً غازية أخرى نتيجة إضعاف الحيوانات والنباتات المحلية. ولهذا السبب قد يكون للسمكة الأسد أثر سلبي كبير على النظم الإيكولوجية وعلى الاقتصادات المحلية في البحر المتوسط.
وما زال الخبراء في حيرة حول كيفية وصول هذه الأسماك إلى المحيط الأطلسي. لكن كما هي الحال في البحر المتوسط، يعتقدون أن البشر ساعدوا في ذلك. فمنذ 25 عاماً يعمد الناس الذين يربون أسماك الأسد في أحواضهم المنزلية إلى إلقائها في البحر للتخلص منها. كما أن مياه التوازن في السفن والناقلات تشكل مكاناً مثالياً لاختباء هذه الأسماك الدخيلة.
ومع ارتفاع حرارة مياه المحيطات نتيجة تغير المناخ، تمدد السمكة الأسد وغيرها من الأنواع الغازية نطاق تواجدها، لتؤثر على نظم إيكولوجية لم تمسها يد الإنسان بعد.