يعمل أكثر من 8.1 مليون شخص حول العالم اليوم في قطاعات الطاقة المتجددة، وبزيادة 5 في المئة عن العام الماضي، وفق تقرير "الطاقة المتجددة والوظائف – المراجعة السنوية 2016" الصادر أمس عن "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" (آيرينا) خلال الاجتماع الحادي عشر لمجلسها في أبوظبي. ويوفر التقرير أيضاً تقديرات عالمية لعدد الوظائف التي توفرها مشاريع الطاقة الكهرمائية الكبيرة، مقدراً إياها بنحو 1.3 مليون وظيفة مباشرة إضافية على مستوى العالم.
وقال المدير العام للوكالة عدنان أمين: "يعزى هذا النمو إلى انخفاض تكاليف تكنولوجيات الطاقة المتجددة وتأثير السياسات الداعمة. ونتوقع أن يستمر هذا التوجه في الصعود مع استمرار الزخم الاستثماري في قطاع الطاقة المتجددة، وسعي الدول لتحقيق أهدافها المناخية التي تعهدت بها في مؤتمر باريس".
كشف التقرير أن إجمالي عـدد الوظائف المتاحة في قطاع الطاقة المتجددة ارتفع عام 2015 على مستوى العالم، فيما انخفض العدد في قطاع الطاقة بشكل عام. على سبيل المثال، شهدت الولايات المتحدة ارتفاع مستوى التوظيف في قطاع الطاقة المتجددة بنسبة 6 في المئة، بينما انخفض بنسبة 18 في المئة في قطاع النفـط والغـاز. ووظّف قطاع الطاقة المتجـددة في الصين 3.5 مليون شخص في مقابل 2.6 مليون شخص في قطاع النفط والغاز.
وكما في الأعوام السابقة، بقيت السياسات التمكينية داعماً رئيسياً لتوفير فرص العمل. وقد ساهمت عدة عوامل في رفع وتيرة التوظيف، منها المزادات الوطنية والحكومية في الهند والبرازيل، والإعفاءات الضريبية في الولايات المتحدة، والسياسات الملائمة في آسيا.
وتضمنت قائمة البلدان التي سجلت أعلى معدلات التوظيف عام 2015 الصين والبرازيل والولايات المتحدة والهند واليابان وألمانيا. ولا يزال قطاع الطاقة الكهرضوئية الشمسية المزود الأبرز للوظائف الجديدة عالمياً بواقع 2.8 مليون وظيفة، مقارنة بنحو 2.5 مليون في آخر إحصاء، موزعة على مجالات التصنيع والتركيب والتشغيل والصيانة. واحتل قطاع الوقود الحيوي السائل (بيوفيول) المرتبة الثانية عالمياً في توفير الوظائف بتسجيله 1.7 مليون وظيفة، تلاه قطاع طاقة الرياح الذي شهد ارتفاعاً بنسبة 5 في المئة ليسجل 1.1 مليون وظيفة على مستوى العالم.
وتقدّر "آيرينا" أن مضاعفة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي بحلول سنة 2030، بما يكفي لتحقيق الأهداف العالمية في مجالي المناخ والتنمية، ستؤدي إلى توفير ما يزيد على 24 مليون فرصة عمل عالمياً.
في ما يأتي أبرز النقاط الواردة في تقرير "آيرينا":
- قطاع الطاقة الكهرضوئية الشمسية هو المساهم الأكبر في توفير فرص العمل في مجال الطاقات المتجددة، حيث أضاف 2.8 مليون وظيفة عالمياً بزيادة 11 في المئة عن آخر إحصاء. وشهدت وتيرة التوظيف ارتفاعاً في اليابان والولايات المتحدة، واستقراراً في الصين، وانخفاضاً في دول الاتحاد الأوروبي.
- أدى ازدياد مشاريع طاقة الرياح في الصين والولايات المتحدة وألمانيا إلى زيادة 5 في المئة في عدد وظائف هذا القطاع على مستوى العالم لتبلغ 1.1 مليون وظيفة، علماً أن الولايات المتحدة وحدها شهدت زيادة 21 في المئة في عدد الوظائف.
- انخفضت وتيرة التوظيف في قطاعات الوقود الحيوي السائل، والتسخين والتبريد الشمسيين، ومشاريع الطاقة الكهرمائية الكبيرة والصغيرة. ويعزى ذلك إلى عوامل مختلفة مثل زيادة الاعتماد على الآلات، وتباطؤ أسواق العقارات والإسكان، وإلغاء الدعم الحكومي، وانخفاض عدد مشاريع التركيب الجديدة.
- تصدرت الصين جميع دول العالم لجهة التوظيف عام2015 ، مع تسجيلها 3.5 مليون وظيفة واستئثارها بأكثر من ثلث الإضافات في قدرة الطاقة المتجددة على مستوى العالم.
- في الاتحاد الأوروبي، تصدرت بريطانيا وألمانيا والدنمارك قائمة بلدان العالم لجهة عدد الوظائف المتاحة في قطاع طاقة الرياح البحرية. وقد انخفض عدد الوظائف المتاحة في دول الاتحاد الأوروبي للسنة الرابعة على التوالي من جراء ضعف النمو الاقتصادي، فتراجع بنسبة 3 في المئة ليبلغ 1.17 مليون وظيفة عام 2014، وهو آخر عام تتوافر بيانات حوله. ولا تزال ألمانيا المساهم الأكبر بعدد الوظائف في الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي، إذ توفر عدد الوظائف ذاته تقريباً الذي توفره فرنسا وبريطانيا وإيطاليا مجتمعة.
- شهد معدل التوظيف في قطاع الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة ارتفاعاً بنسبة 6 في المئة نظراً لنمو قطاعي طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وازداد عدد الوظائف المتاحة في قطاع الطاقة الشمسية بنسبة 22 في المئة، أي أسرع 12 مرة من وتيرة نمو فرص العمل في الاقتصاد الأميركي، متفوقاً بذلك على قطاعي النفط والغاز. وشهد قطاع طاقة الرياح زيادة في عدد الوظائف بنسبة 21 في المئة.
- حققت اليابان خلال السنوات الأخيرة إنجازات مهمة في قطاع الطاقة الشمسية الكهرضوئية، ما أدى إلى زيادة بنسبة 28 في المئة في عدد وظائفه خلال 2014.
- في الهند، شهدت أسواق طاقتي الشمس والرياح نشاطاً استثنائياً مع ترجمة أهداف البلاد الطموحة في قطاع الطاقة المتجددة إلى أطر عمل ملموسة للسياسات.
- شهدت أفريقيا أيضاً تطوير العديد من المشاريع المهمة التي أثمرت عن زيادة فرص العمل، بما في ذلك مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المغرب ومصر وكينيا وجنوب أفريقيا.
- تشير أبحاث الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) إلى أن قطاع الطاقة المتجددة أمن فرص عمل للنساء بنسب أكبر من قطاع الطاقة عموماً.