حذر تقرير جديد لمنظمة "غرينبيس" من أنه، في حال تمّ بناء جميع المشاريع المقترحة لمحطات الطاقة العاملة على الفحم الحجري، سيتضاعف تقريباً حجم استنزاف المياه في العالم نتيجة لذلك، موضحاً أن آثار الفحم الحجري لا تقتصر على تلوث الهواء وتغير المناخ، ولكنها أيضاً تستنزف إحدى أهم الثروات التي نملكها وهي المياه. وتستهلك محطات الطاقة العاملة على الفحم الحجري كميات كبيرة من المياه في عملية التبريد.
يشير التقرير إلى أن هناك حالياً 8359 محطة لإنتاج الطاقة من الفحم الحجري في العالم، تستهلك كمية مياه تعادل الاحتياجات الأساسية لبليون نسمة. ويعتزم إنشاء 2668 محطة جديدة وربع مشاريع المحطات المقترح تشغيلها في المستقبل موجودة في مناطق تعاني أصلاً من شح في موارد المياه العذبة، وتدعوها غرينبيس "مناطق الخط الأحمر". وأبرز الدول التي تقترح بناء محطات إضافية للفحم الحجري هي من مناطق الخط الأحمر، مثل الصين (٢٣٧ جيغاواط) والهند (٥٢ جيغاواط) وتركيا (٧ جيغاواط)، إضافة إلى المغرب ومصر من العالم العربي. ويقع نحو نصف محطات الفحم الحجري الصينية في مناطق الخطّ الأحمر، فيما تبلغ نسبتها في الهند وتركيا 13 في المئة.
ودعت غرينيس إلى وقف مشاريع محطات الفحم الحجري في الدول الواقعة ضمن مناطق الخط الأحمر واستبدالها بمشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية الكهرضوئية وطاقة الرياح، مشيرة إلى أن ذلك سيوقف استهلاك 1.8 بليون متر مكعب من المياه سنوياً في الصين و1.2 بليون متر مكعب سنوياً في الهند على سبيل المثال. كما دعت إلى إغلاق محطات الطاقة القديمة العاملة على الفحم الحجري منذ أكثر من 40 عاماً.