رفعت الولايات المتحدة نسبة التحذير من انهيار سد الموصل، أحد أكبر السدود في العراق والشرق الأوسط، في حين أكد المشرف على السد رياض عزالدين أن لا «أدلة سلبية حتى الآن على انهياره».
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور: "الإفادات عن سد الموصل تقشعر لها الأبدان فهو يواجه خطر الانهيار". وجاءت هذه التصريحات عقب اجتماع عقد مساء الأربعاء في مقر المنظمة الدولية بحضور خبراء سلاح المهندسين في الجيش الأميركي ومسؤولي الإنماء الدولي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وديبلوماسيين ومندوب العراق محمد علي الحكيم.
وأكدت باور أنه "على رغم اتخاذ خطوات مهمة لمواجهة الانهيار ما زال السد يواجه هذا الخطر، وفي حال حصول ذلك هناك احتمال حدوث موجة فيضانات بارتفاع يصل إلى 14 متراً يمكن أن يكتسح كل شيء في طريقه، ما يشمل الناس والسيارات والذخائر التي لم تنفجر والنفايات والمواد الخطرة الأخرى، بل يمكن أن يعرض أماكن سكنية ضخمة للخطر". ودعت "كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الاستعداد لمنع ما سيكون كارثة إنسانية ذات أبعاد واسعة".
في المقابل، نفى المهندس رياض عزالدين التقارير الأميركية، وقال لصحيفة "الحياة" إن "وضع السد جيد وأنا أتحدث معكم وهو يبعد عني بضعة أمتار. لا توجد تشققات أو أي خطر، وأجهزة الرصد المبكر والإنذار تعمل ولم تؤشر إلى أي شيء سلبي". وأضاف: "لم يتم تفريغ مخزون السد. ولكن يجري إطلاق مياه الأمطار خلال موسم الفيضان لرفد نهر الفرات الذي يعاني من تراجع في منسوبه"، مشيراً إلى أن "الجميع ينتظر بدء الشركة الإيطالية التي وقع معها عقد لصيانة السد في الثاني من الشهر الجاري، وهي تضع خطة ولم تبدأ بعد عملية الصيانة".
وكانت الحكومة العراقية أعلنت في بيان أنها ستنذر السكان في المناطق الواقعة قرب نهر دجلة في وقت مبكر عند حدوث أي طارئ، فيما أكدت السفارة الأميركية أن تفريغ السد هو الخيار الوحيد في حال حدوث تصدع فيه.
وتم بناء سد الموصل في ثمانينات القرن الماضي، على نهر دجلة بامتداد نحو 30 كيلومتراً شمال الموصل. ومنذ عام 1987 ظهرت مشكلة فنية تتعلق بطبيعة التربة القابلة للذوبان والتآكل في المنطقة التي أنشئ فيها. (عن "الحياة")