خلص تقرير للوكالة الدولية للطاقة إلى أن الضغط العالمي من أجل الهيدروجين النظيف يتراجع بسبب ارتفاع التكاليف و "تأخّر" الدعم السياسي من الحكومات.
وأضاف التقرير أن الإعلانات عن مشاريع الهيدروجين منخفضة الانبعاثات تتوسع بسرعة، لكن المطوّرين ينتظرون الدعم الحكومي قبل الاستثمار فيها، وفقاً لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
ووجد التقرير أن الهيدروجين الناتج من عمليات نظيفة أو أقل تلويثاً يمثّل أقل من 1 في المئة من إجمالي عملية إنتاجه واستخدامه.
وفي غضون ذلك، قال المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة، فاتح بيرول، إن العالم شهد "زخماً مذهلاً" وراء مشاريع الهيدروجين منخفضة الانبعاثات في السنوات الأخيرة.
وتابع: "لكن البيئة الاقتصادية الصعبة ستختبر الآن تصميم مطوّري الهيدروجين وصانعي السياسات على متابعة المشاريع المخطط لها".
عملية الحصول على الهيدروجين
ويمثّل الهيدروجين، وهو غاز يحترق بشكل نظيف، أحد أكثر أنواع الوقود الواعدة لتقليل التأثير البيئي للمنشآت الصناعية، مثل مصانع الصلب والمصانع الكيميائية، لكن اليوم، يتم الحصول علي كافة الهيدروجين تقريباً من الوقود الأحفوري.
ويمكن الحصول على الهيدروجين بشكل أكثر نظافة عن طريق تقسيم جزيئات الماء باستخدام الكهرباء من مصادر متجددة، مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية، أو بطريقة ثانية، عن طريق التقاط ثاني أوكسيد الكربون المنطلق من العملية التقليدية القائمة على الوقود الأحفوري.
ووفقاً للغارديان، تعرّض الاستثمار في العمليات النظيفة (للحصول علي الهيدروجين) للتهديد بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم والاضطرابات في سلاسل التوريد منذ الحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضح تقرير الوكالة الدولية أن الحكومات بذلت بعض الجهود لزيادة المعروض من الهيدروجين، لكنها كانت أبطأ في تشجيع الطلب عليه، مشيراً إلى أن أهداف إنتاج الهيدروجين تصل إلى 35 مليون طن، لكن الطلب عليه يمثّل 14 مليون طن فقط.
مطالبات لاستغلال العقد الحاسم
ودعت الوكالة الدولية إلى خطط دعم لإنتاج الغاز، واتخاذ إجراءات أكثر جرأة لتحفيز الطلب عليه وعمليات أسهل لترخيص المشاريع الجديدة والسماح بها.
كما وجّهت الدعوة إلى الحكومات من أجل التعاون في إنشاء سوق دولية للهيدروجين بمعايير وقواعد مشتركة. وتأتي تلك الدعوات في سبيل تحقيق ما يكفي من الهيدروجين النظيف لتحقيق أهداف المناخ العالمية.
وقال تيمور غول، رئيس تكنولوجيا الطاقة في وكالة الطاقة الدولية: "هذا هو العقد الحاسم لخفض تكلفة الهيدروجين منخفض الانبعاثات". (عن "الشروق" المصرية)