أكادير- من محمد التفراوتي
افتتح في مدينة أكادير في جنوب غرب المغرب أول متحف جامعي للنيازك في أفريقيا والشرق الأوسط.
وتضم المجموعة المعروضة، التي تشكل قيمة علمية استثنائية، كتلاً وعينات جزئية وكاملة من النيازك الصخرية والمعدنية التي عثر عليها في براري المغرب. وهي مصنفة على سبع واجهات، تقدم كل عينة ببطاقة خاصة تضم اسم النيزك ومكان العثور عليه ومصدره ومكوناته الكيميائية وصنفه ووزنه وعدد قطعه التي تم جمعها، عبر رحلة في "كرولونوجيا" سقوط النيازك في المغرب وما رافق كل حدث من ظروف جعلت لكل نيزك قصة خاصة به. وسيشكل المتحف فضاء علمياً للطلاب والباحثين والمرشدين السياحيين وهواة جمع هذه الصخور التي توصف بـ "الذهب الفضائي".
وتبدو في الصورة مجلة "البيئة والتنمية" معروضة في أحد منصات المتحف، مع قطع من نيزك مريخي، وذلك للاضاءة على مقال "مرّيخي في المغرب" (عدد آذار/مارس 2012) الذي يروي قصة نيزك من المريخ سقط في منطقة طاطا الجنوبية في تموز (يوليو) 2011 وعثر عليه جنود وبدو رحّل. وقام فريق من جمعية النيازك الدولية المرجعية بتحليله، وخلص إلى أن مصدره المريخ وقد نتج من ارتطام نيزك بسطح الكوكب الأحمر في الماضي البعيد.
وأفاد الدكتور عبد الرحمن إبهي، رئيس مختبر دراسة "البلورات والمعادن" في جامعة "ابن زهر"، أن إحداث هذا المتحف جاء لعرض عينات النيازك الموجودة في المختبر والمحافظة عليها كموروث جيولوجي. وفي حين يضم المتحف عينات مهمة من النيازك، لكنه يفتقر إلى عينات أخرى أهم، لها وزنها العلمي والثقافي وباهظة الثمن لا يمكن اقتنائها، من قبيل النيزك 7034 الملقب "الجمال الأسود"، والنيزك 7325 الملقب "الجمال الأخضر" وهو أول النيازك الآتية من كوكب عطارد، ونيزك "تسينت" المريخي الذي سقط في إقليم طاطا عام 2011 ويعد من أغلى نيازك العالم.
وأكد إبهي أن المتحف سيسلك الوسائل المعتمدة ديبلوماسياً وثقافياً لاستعادة النيازك المهربة إلى المختبرات والمتاحف العالمية، مضيفاً أن المغاربة لهم الحق في التعرف عن قرب إلى عينات النيازك التي سقطت في بلدهم لكونها جزءاً من تراثهم الوطني والكوني. وأوصى إبهي بوجوب دمج علم النيازك في المناهج الدراسية لتنمية هذا المجال من علوم الفلك.
وتمثل النيازك مصدر دخل مالي للعديد من العائلات المغربية، حيث يجمعها السكان المحليون في بعض المناطق النائية مثل طاطا والسمارة والزاك في أقصى الجنوب، وأرفود وزاكورة في الجنوب الشرقي، ويبيعونها بمبالغ كبيرة لما تمثله من قيمة علمية.
وتكرر سقوط النيازك في العديد من المناطق المغربية ليصبح مع الوقت تجارة عابرة للحدود، من الصحارى إلى المتاحف والمزادات العالمية ومعاهد البحث والأثرياء. إلا أن الخبراء المغاربة يشددون على ضرورة حفظ هذا الإرث من أيدي العابثين، ويطالبون بضبط هذه التجارة وتعقب سماسرة الأحجار الثمينة.
وتحمل النيازك التي تسقط في الصحراء أهمية علمية كبيرة لأنها لا تتعرض لآثار التلوث المائي ولا للتفاعلات الكيميائية للتربة، ما يساعد على الحفاظ على مكوناتها الأصلية.
الصورة: مجلة "البيئة والتنمية" معروضة في أحد منصات المتحف، مع قطع من نيزك مريخي وذلك للاضاءة على مقال "مرّيخي في المغرب" (عدد آذار/مارس 2012) الذي يروي قصة نيزك من المريخ سقط في منطقة طاطا الجنوبية في تموز (يوليو) 2011 وعثر عليه جنود وبدو رحّل. وقام فريق من جمعية النيازك الدولية المرجعية بتحليله، وخلص إلى أن مصدره المريخ وقد نتج من ارتطام نيزك بسطح الكوكب الأحمر في الماضي البعيد.