يجولون في نيويورك ليلاً نهاراً وهم يحملون أكياس بلاستيك شفافة أو يجرون عربات قديمة يضعون فيها الزجاجات التي يلتقطونها.
هم رجال ونساء، شباب وعجز، مشردون ومهاجرون وعاطلون عن العمل، يسعون جميعهم إلى الهدف عينه: كسب بعض المال من إعادة تدوير الزجاجات المجمعة. ويقدر عددهم بنحو 7 آلاف شخص في مدينة أصحاب البلايين، كما قالت آنا مارتينيز دي لوكو التي ساهمت في تأسيس مركز Sure We Can في بروكلين حيث يبيع مجمعو الزجاجات بضائعهم.
وهم يتقاضون 5 سنتات في مقابل كل زجاجة. وقد يرتفع المبلغ إلى 6 سنتات إذا فرزوا الزجاجات وقسموها وفق علاماتها، بمقتضى القانون المعتمد في نيويورك.
ويتزايد عدد مجمعي الزجاجات في نيويورك. وهم يبدأون العمل قبل الفجر، ليسبقوا الشاحنات التي تجمع النفايات، ويتوقفون عنه في ساعات متقدمة من الليل. وهم يقايضون الزجاجات الفارغة بالأموال عند مداخل المتاجر الكبيرة التي لا تقبل بمقايضة أكثر من 250 وحدة (12 دولاراً) في اليوم الواحد، أو في المراكز المخصصة لهذا الهدف والتي يقدر عددها بنحو 20 مركزاً.
وكانت هذه الظاهرة قبل بضع سنوات حكراً على المشرّدين وأفقر الفقراء، لكن الطبقات الاجتماعية تغيرت خلال السنوات الأخيرة جراء الأزمة المالية عام 2008. وروى كارلوس (27 سنة) الذي كان يعمل طاهياً في أحد المطاعم، أنه بدأ تجميع الزجاجات بعدما أغلق المطعم أبوابه، لكنه أكد أنه ليس مشرداً.
ويساهم المجمعون في إعادة تدوير 70 في المئة من الزجاجات في نيويورك، كما ورد في دراسة حديثة.