قرب الصحراء الشرقية للمغرب، وتحت أشعة شمس تنعم بها البلاد لأكثر من 300 يوم في السنة، تجرى التجارب الأخيرة قبيل افتتاح محطة لإنتاج الطاقة الشمسية وربطها بالشبكة الوطنية للكهرباء. وكان ملك المغرب محمد السادس دشن الأشغال في محطة «نور 1» رسمياً في أيار(مايو) 2013.
تبعد المحطة نحو 20 كيلومتراً عن مدينة ورزازات. وعلى مساحة تضاهي 600 ملعب كرة قدم ينتشر نصف مليون من الألواح الزجاجية العاكسة المقوّسة في 800 صف طويل متواز، في مشهد يبهر العينين. وتتحرك هذه المرايا، التي يبلغ ارتفاع كل منها نحو 12 متراً، في حركة بطيئة متناغمة شبيهة بحركة زهور دوار الشمس، إذ تلاحق أشعة الشمس وتلتقطها وتحولها الى طاقة نظيفة.
كلف الاستثمار في محطة «نور 1» نحو 600 مليون يورو لإنتاج 160 ميغاواط من الكهرباء. وستتبعها "نور 2" سنة 2016 و"نور 3" سنة 2017، وفتح تقديم العروض لمحطة "نور 4". وعندما تكتمل كل المراحل ستصبح "نور" أكبر محطة للكهرباء الشمسية في العالم على مساحة 30 كيلومتراً مربعاً. ويهدف المشروع في مجمله الى توليد 580 ميغاواط كافية لإمداد مليون بيت بالكهرباء.
وبحسب تقديرات وزارة الطاقة والمعادن والبيئة والماء في المغرب، فإن تشغيل محطة «نور 1» سيمكن من تفادي انبعاث 240 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون في السنة، على أن تصل إلى 522 ألف طن مع انهاء المرحلتين الثانية والثالثة.
ويطمح المغرب، الذي يستورد 94 في المئة من حاجاته الطاقوية، إلى إنتاج 42 في المئة من طاقته من مصادر متجددة بحلول 2020، عبر الاستفادة من الشمس والرياح والطاقة الكهرمائية. وإضافة الى محطة نور في ورزازات، يخطط المغرب لإنشاء محطات شمسية في مناطق أخرى من شأنها خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بنحو تسعة ملايين طن سنوياً ابتداء من 2020.
ويستعد المغرب نهاية 2016 لاستضافة المؤتمر العالمي الثاني والعشرين للمناخ COP22 الذي يفترض أن يتابع مقررات مؤتمر باريس، الذي انتهى في 12 كانون الأول (ديسمبر) 2015 باتفاق تاريخي يهدف الى احتواء ارتفاع درجة حرارة الأرض "بأدنى من درجتين مئويتين، مع السعي للحد من ارتفاعها عند 1.5 درجة مئوية. وقد أشاد العديد من المشاركين في قمة باريس بالجهود التي يبذلها المغرب على صعيد استخدام موارد متجددة للطاقة، معتبرين مشروع نور «ثورة نوعية» في هذا الاطار.