يُطلق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نهاية هذا الشهر إشارة البدء بمشروع المليون ونصف المليون فدان، باعتباره أحد مكونات برنامج «خطوة نحو المستقبل». وهو يأتي ضمن سلسلة المشاريع القومية الكبرى التي تتبناها الدولة، وبينها مشروع شرق التفريعة والمشروع القومي للطرق، ومحطة الضبعة للطاقة النووية، ومحطات الكهرباء، ومشاريع البترول واكتشافات الغاز وغيرها.
وأعلن رئيس الحكومة شريف إسماعيل أن «المشروع يمثل نقطة انطلاق نحو الخروج من الوادي الضيق، بما يعمل على زيادة الرقعة الزراعية 20 في المئة، من 8 ملايين فدان إلى 9.5 مليون فدان»، منوهاً بأن المشروع يستعيد ذاكرة مصر كدولة زراعية كبرى.
وأكد إسماعيل أن «المشروع يهدف إلى تضييق الفجوة الغذائية، وزيادة المساحة المأهولة بالسكان وفقاً لخطط ودراسات علمية مؤكدة، بإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، بما يخدم الأجيال المقبلة ويمثل عنصراً أساساً من عناصر التنمية».
وأشار إلى «وضع الخطوط الرئيسية لإعلان تأسيس شركة لإدارة المشروع، وفقاً لمنظور اقتصادي شامل، تكون مسؤولة في شكل كامل عن كل الأمور المتعلّقة بالمشروع، من وضع الضوابط الحاكمة لطرح الأراضي على الشباب وصغار المزارعين والمستثمرين، إلى جانب مسؤوليّتها عن إدارة البنية الأساسية للمشروع وصيانتها وتطويرها».
ولفت إلى أن «المشروع سيتضمن أحدث التقنيات من خلال السبل الحديثة في الري، والاعتماد على الطاقة الشمسية، وسيغطي مساحات واسعة، خصوصاً الصعيد وجنوب الوادي وسيناء والدلتا، حيث وقع الاختيار على مناطق في ثماني محافظات، وهي قنا وأسوان والمنيا والوادي الجديد ومطروح وجنوب سيناء والإسماعيلية والجيزة».
وقدّم وزير الري حسام مغازي تقريراً مفصلاً عن الوضع الحالي للمشروع وحاجاته من المياه، مشيراً إلى أن المناطق المستهدفة في تلك المحافظات اختيرت بعد دراسات معمّقة، اعتمدت على قربها من شبكة الطرق الرئيسية، وتوافر المياه فيها، سواء الجوفية أو النيلية. وأوضح أن «المشروع قُسّم إلى ثلاث مراحل، الأولى لتنمية 500 ألف فدان واستصلاحها، والثانية 490 ألف فدان، والثالثة 610 آلاف فدان».
وأشار مغازي إلى أن «من المخطط في إطار المشروع، تنفيذ نحو 13225 بئراً جوفية، والدراسات تؤكد أن المخزون الجوفي من المياه في المناطق كافة كبير ومتجدّد».
وأكد وزير الزراعة عصام فايد إعداد الدراسات الخاصة بالتركيب المحصولي وتحديد نوع المحاصيل التي يمكن زرعها في كل منطقة وفق ظروف المناخ والتربة والمياه. وأوضح أن «المحاصيل التي ستُزرع في إطار هذا المشروع تضم محاصيل استراتيجية، مثل القمح والذرة الصفراء، وأخرى تصديرية مثل البصل والفول السوداني والبسلة والنخيل والنباتات الطبية، إضافة الى محاصيل تصنيعية مثل بنجر السكر ودوار الشمس وفول الصويا والتين والغوافة، إلى جانب محاصيل العنب والبطاطا والطماطم والشمّام والفاصوليا. (الحياة)