بين ناطحات السحاب في ساو باولو، تنمو الطماطم والكرز والليمون على سطح أحد المطاعم، في مزرعة مبتكرة تعتمد على بقايا الطعام، على غرار 20 مطعماً آخر يحاول أصحابها الاستفادة من هذه البقايا.
ويقول جوليان ميرسييه، مدير مطعم «بيلبوكيه» الفرنسي في ساو باولو: «هذه المزروعات لا تكفي لإمداد المطعم بالمواد الغذائية، لكن ما هو مهم أننا نعيد تدوير طن ونصف الطن من النفايات العضوية شهرياً».
وانضم هذا المطعم، قبل أشهر، إلى مشروع أطلقه معهد «غواندو» بهدف إنشاء شبكة لجمع النفايات من المطاعم ومعالجتها وتسليمها كسماد. وتقف وراء هذه المبادرة فيرناندا دانيلون، وهي صحافية سابقة تركت عملها وأسست «غواندو» قبل عامين. وإضافة إلى معالجة النفايات، تقدم المؤسسة استشارات للمطاعم حول إنشاء البساتين الصغيرة على سطوحها. وتقول: «بدأنا قبل عامين مع مطعم واحد، واليوم نعمل مع 17 ونتفاوض مع 10 أخرى».
هذه الطريقة التقليدية في التسميد، أي صنع الأسمدة الزراعية من بقايا الطعام، لا تحتاج إلى أنزيمات أو عوامل تسرع تخمرها، بل المهم فقط اتباع طريقة في مزج المواد العضوية بالتراب وتعريضها للأوكسيجين، وتستغرق هذه العملية ثلاثة إلى أربعة أشهر.
وبدأت فكرة إعادة التدوير تدخل في الثقافة، كما جرى مع عمال مطعم «ميسا 3» الواقع في أحد الأحياء الشعبية من المدينة، بعدما تلقوا تدريباً في «غواندو». وتقول صاحبته آنا سواريس: «حين نعرف كمية النفايات التي ننتجها، ندرك قدر الهدر». ويتبع المطعم سياسة إعادة تدوير للزجاج، ويستخدم الأغطية المصنوعة من الورق المقوى للحد من استخدام البلاستيك.