تحت عنوان "تنظيم الدولة يهدد طائر أبو منجل الشمالي بالانقراض بسوريا" نشر موقع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) خبراً حول وضع المجموعة المهاجرة من طائر أبو منجل الأصلع الشمالي، المصنّف على حافة الانقراض حسب الاتحاد الدولي لصون الطبيعة.
اليوم تنشر "البيئة والتنمية" خبراً يدحض هذا الادعاء.
أورد مقال "بي بي سي" أن مصير ثلاثة من طيور أبو منجل، كانت محتجزة الأسبوع الماضي، بات مجهولاً بعدما فر حراسها البدو من المعارك العنيفة في مدينة تدمر. وقالت "بي بي سي" إن "المسؤولين عرضوا مكافأة ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان وجود طائر رابع".
ونسب الخبر إلى رئيس جمعية حماية الطبيعة في لبنان قوله أن العثور على الطائر الرابع، وهو أنثى تحمل اسم "زنوبيا"، مهم للغاية باعتبارها الطائر الوحيد الذي يعرف مسارات الهجرة من سورية إلى إثيوبيا حيث تعشش هذه الطيور شتاء، علماً أن "زنوبيا" هي الطائر الوحيد الذي تمكّن هذا العام من العودة إلى سورية، وذلك وفق ما جاء في مقال "بي بي سي".
إلا أن مصادر "البيئة والتنمية" في سورية كانت لديها معطيات مغايرة لما أوردته "بي بي سي". ذلك أن مشروع حماية هذا الطائر، الممول من الحكومتين الإيطالية والسورية وعدد من المنظمات الدولية، قد توقف عملياً اعتباراً من النصف الثاني للعام 2013 نتيجة الأوضاع الأمنية في منطقة المشروع، ولم تعد تتوفر أي معلومات عن المجموعة المهاجرة منذ مطلع 2014.
ففي نيسان (أبريل) 2013 كانت "زنوبيا" هي الطائر المهاجر الوحيد من هذا النوع الذي عاد للتعشيش في جبل أبيض شمال مدينة تدمر السورية. وفي تموز (يوليو) 2013 تم جلب ستة طيور شبه برية من محمية بيرهجك التركية وأطلق سراحها في محاولة لإعادة إدماجها في الطبيعة. وبالفعل هاجر خمسة من هذه الطيور الستة برفقة "زنوبيا" التي تعرف طريق الرحلة نحو الجنوب.
وكان آخر الأخبار عن مجموعة أبو منجل المهاجرة مشاهدة "زنوبيا" مع طائرين آخرين في شباط/فبراير 2014 في موطنها الشتوي من قبل مراقب طيور إثيوبي. ولم تعد تتوفر أي معلومات عن هذه المجموعة منذ ذلك التاريخ.
وأوضحت مصادرنا في سورية أن منطقة تعشيش طائر أبو منجل في سورية تقع بين جبل أبيض وجبل القطّار إلى الشمال من مدينة تدمر، وقد أصبحت هذه المنطقة غير مستقرة أمنياً منذ نهاية 2013، حيث تعتبر منطقة إمداد وحركة للقتال من أجل السيطرة على جبل شاعر الاستراتيجي الذي شهد العديد من الاشتباكات وتبادل السيطرة بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
وبالتالي كان من المتعذر طوال هذه الفترة وحتى تاريخه القيام بأي نشاط رصد في منطقة التعشيش، فضلاً عن الإمساك بالطائر "زنوبيا" وترك ثلاثة طيور أسيرة كما أوردت "بي بي سي". الأغلب أن المجموعة المهاجرة من طيور أبو منجل الأصلع الشمالي انقرضت تماماً عام 2014.
الصورة: الطائر "زنوبيا" في تدمر، سورية 2006 (تصوير جيانلوكا سيرا)