أفاد باحثون من جامعة لوفن في بلجيكا أن ظواهر متطرفة تدعى "أنهار الجو" كانت سبب العواصف الثلجية العاتية التي سجلت عامي 2009 و2011 في شرق القارة القطبية الجنوبية (أنتارتيكا). وتراكم الثلوج الذي نتج عنها عوّض بعض الجليد الذي خسرته صفيحتها الجليدية مؤخراً.
وأنهار الجو عبارة عن "أعمدة" رفيعة من بخار الماء تمتد آلاف الكيلومترات عبر السماء فوق مناطق شاسعة من المحيط. وهي قادرة على نقل كميات كبيرة من الرطوبة بسرعة عبر الكرة الأرضية، وقد تتسبب في متساقطات مدمرة عندما تضرب المناطق الساحلية. ولكن على رغم الفيضانات التي أحدثتها في أوروبا والأميركتين، فقد كُشف مؤخراً عن أهميتها بالنسبة الى المناخ القطبي ومستويات البحار العالمية.
فقد استخدم فريق بحثي دولي، بقيادة إرينا غورودتسكايا من قسم دراسات المناخ الاقليمية في جامعة لوفن، مجموعة من تقنيات النمذجة المتطورة وبيانات جمعت في محطة الأبحاث القطبية البلجيكية في شرق أنتارتيكا، لإنتاج أول دراسة في العمق حول تأثير أنهار الجو على المتساقطات في أنتارتيكا.
تقول غورودتسكايا إن تراكم الثلوج بشكل غير معتاد في المنطقة عام 2009، الذي نُسب الى أنهار الجو، أضاف نحو 200 جيغاطن من الكتلة الثلجية والجليدية، وهذا وحده يعوض 15 في المئة من خسارة الصفيحة الجليدية خلال السنوات العشرين الأخيرة. لكنها أضافت: "يجب ألا يساء تفسير النتائج التي توصلنا اليها بأنها دليل على أن تأثيرات الاحترار العالمي ستكون صغيرة أو معكوسة بسبب الآثار التعويضية. على العكس، هي تثبت أن احترار المناخ على الأرض قد يتجلى في ردود فعل إقليمية شاذة. لذلك فان فهمنا لتغير المناخ وتأثيره العالمي يعتمد بقوة على قدرة النماذج المناخية على توقع الأحداث المتطرفة، مثل أنهار الجو وما ينتج عنها من شذوذ في المتساقطات ودرجات الحرارة".