باتت ظاهرة "ستريت فيشنغ"، أي صيد الأسماك في مياه المدن العكرة، تجذب فئات عمرية جديدة تضم الأطفال والمراهقين في باريس.
هتف الصبي أبيل دوريس – غوتري البالغ عشر سنوات: "أمسكت بسمكة. تعال وانظر"، ونجح في ذلك من رميته الثانية في قناة سان مارتان في باريس. ولم يلبث أن أعاد السمكة الى الماء.
يقول فريد ميسنر، أحد رواد "ستريت فيشنغ" في فرنسا مطلع الألفية: "طلب مني الأولاد أن أعلمهم صيد السمك. فرحت أعلمهم مبادئ الصيد في المدن.
ينبغي أن يكون عمر الولد فوق السابعة ويتقن السباحة ويحمل بطاقة صيد. أما على صعيد العدة، فالمطلوب قصبة صيد ببكرة وحقيبة مع الطعم، أي استثمار بقيمة 150 يورو.
ويقول أبيل الذي يأتي كل أربعاء مع زملائه إلى نادي الصيد في المدن: "أنا أعشق صيد الأسماك. لقد بدأت هذا النشاط العام الماضي، وهذه السمكة الثالثة عشرة التي أمسكها".
بعد أن أعاد أبيل السمكة الى الماء، أوضح ميسنر: "في باريس لا نصطاد السمك لنأكله، بل لنكون على تواصل مع الأسماك والطبيعة".
وقال بول جيرمانون (16 سنة) إنه يمارس هذه الرياضة "للسيطرة على مزاجي، فأنا أعاني التوتر، والرياضات التي تتطلب التركيز تهدئني".
وعلى مسافة أمتار منه يروي كنتان نيسبولوس (19 سنة) منجزاته: "اصطدت مرة سمكة سلور بلغ طولها 1,90 متر"، موضحاً: "خلافاً للاعتقاد السائد، فإن باريس تزخر بالأسماك الكبيرة أيضاً. هناك أسماك ضخمة في نهر السين"، وهو يعتبر الأسماك "شريكة في اللعب معي".
ويفيد الاتحاد الفرنسي لصيد الأسماك بأن "ستريت فيشنغ" يعرف رواجاً متزايداً منذ العام 2009 ولا سيما في صفوف الشباب. واليوم في باريس وضاحيتها 6570 صياداً من أصل 1,3 مليون صياد في كل أرجاء فرنسا.
وتقول مساعدة رئيسة بلدية باريس لشؤون البيئة المستدامة والمياه سيليا يبلويل: "في السبعينات كانت هناك خمسة أنواع من الأسماك في السين، وفي التسعينات نحو 15 نوعاً، واليوم تصل الى 30. لقد تحسنت نوعية المياه في النهر كثيراً". (أ ف ب)