حديقة الصنائع التي فتحت أبوابها في بيروت عام 1907، وأصبح اسمها «حديقة الرئيس رينه معوض» مطلع تسعينات القرن العشرين، «حيّدت» نحو عام عن وظيفتها الأساسية وتعود إلى أهلها بدءاً من الأول من حزيران (يونيو) المقبل، نابضة بزوارها وقاصديها الباحثين عن سكينة ومتنفّس وسط «غابة الإسمنت» الطاغية في العاصمة اللبنانية.
وفي موازاة «التدشين الرسمي الجديد» المقرر في 31 أيار (مايو) الجاري، فتحت أبواب الحديقة أمس أمام جولة صحافية، شرح خلالها القائمون على المشروع تفاصيل وجوانب مما أصبح عليه المكان بعدما خضع لتأهيل وتطوير جذريين، مع المحافظة على معالمه الأساسية وفي مقدّمها البركة الفسيحة ونافورتها الشهيرة.
وأوضح مروان مكرزل رئيس مؤسسة "أزاديا" التي تكفّلت المشروع تمويلاً وعناية وستتولى الصيانة لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد، أن تكاليفه بلغت 2,5 مليون دولار، فضلاً نحو 200 ألف دولار ستخصص سنوياً للصيانة، مؤكداً أن ما تحقق «أفضل مثال على التعاون الناجح بين القطاعين الرسمي والخاص»، باعتبار أن الحديقة تابعة لبلدية بيروت.
تبلغ المساحة العامة لحديقة الصنائع 21894 متراً مربعاً، نصفها مساحات خضراء، فضلاً عن مسارات للمشي وركوب الدراجات الهوائية وفسحات للرياضة و3 فسحات لألعاب الأطفال، ومدرج للاحتفالات والحفلات وحائط للـمشاهير، و«زوايا» لمعارض.
ولحظ التأهيل البنية التحتية كاملة والإنارة وشبكة الري وفق معايير حديثة ومبرمجة، والمرافق الصحية بما فيها تلك لذوي الحاجات الخاصة. وثبّت في أرجاء الحديقة 150 مقعداً تتسع لـ450 شخصاً. ونسّقت وشذّبت أشجار باسقة معمّرة مثل الكينا والنخيل، وغرس 18 صنفاً جديداً، فضلاً عن شتول أزهار متنوعة، كما أعيد زرع النجيل.
ويلفت النظر في الحديقة «السبيل الحميدي» في الجهة الشمالية الشرقية، وكان تعرّض لأضرار كثيرة خلال الحرب الأهلية (1975 - 1990). ويحتاج إلى ترميم واهتمام، باعتباره معلماً بيروتياً وعثمانياً في غاية الأهمية المعمارية والأثرية. ("الحياة")