Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
أخبار البيئة
 
2023 / 8 / 24 سِجال علمي في أميركا قد يفضي إلى مذبحة للأشجار العجوزة
من المعروف علمياً أن الغابات هي الرئة التي يتنفس من خلالها كوكب الأرض، بمعنى أن الأشجار والنباتات في الغابات تمتص ثاني أوكسيد الكربون، الذي يعدّ من الغازات الملوِّثة للبيئة والمسببة لظاهرة الاحترار العالمي، من خلال عملية التمثيل الضوئي، وتنتج الأوكسيجين الذي يتنفسه البشر وسائر المخلوقات على الكوكب.
 
ولكن تقريراً أصدرته هيئة الغابات الأميركية، وتم عرضه على الكونغرس مؤخراً، ذكر أن الأشجار العجوزة تمتص كميات أقل من ثاني أوكسيد الكربون مقارنة بالأشجار الشابة، وبالتالي فإن اجتثاث هذه الأشجار وزراعة أخرى جديدة بدلاً منها، قد يكونان أكثر فائدة للبيئة على المدى الطويل، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
 
وكتبت هيئة الغابات في تقريرها الذي أصدرته الشهر الماضي، أن الغابات الأميركية تفقد بسرعة قدرتها على امتصاص ثاني أوكسيد الكربون من الهواء، ومن الممكن أن تصبح هي نفسها بحلول 2070 مصدراً للكربون بدلاً من وسيلة بيئية للتخلص منه. وذكر التقرير أن حرائق الغابات والأعاصير الضخمة سوف تدمّر أيضاً مساحات واسعة من الغابات الأميركية وتعطل قدرتها على امتصاص الكربون من الهواء.
 
وأشار التقرير كذلك إلى أن الغابات العجوزة تمتص كميات أقل من الكربون مقارنة بالغابات الشابة نظراً لتباطؤ عملية نمو الأشجار في تلك الغابات.
 
وانتقد مجموعة من خبراء البيئة هذا التقرير، وحذروا من أن الدعوة إلى التخلص من الأشجار القديمة تنذر بتفاقم ظاهرة تغيُّر المناخ، والتوسع في أنشطة قطع الأشجار للأغراض التجارية والصناعية.
 
ووصف بعض علماء المناخ وجماعات حماية البيئة التقرير، بأنه «مضلل» وغير دقيق إلى حد كبير.
 
ويقول نورمان كريستنسن، وهو مدرّس في كلية علوم البيئة في جامعة ديوك الأميركية، إن هذا التقرير يفسح «موطئ قدم» أمام ازدياد أنشطة قطع الأشجار. وأضاف في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني «ساينتفيك أميركان» المتخصص في الأبحاث العلمية، أن «فكرة قطع الأشجار العجوزة لإفساح المجال لنمو الأشجار الشابة تعدّ بمثابة إشكالية... وأن أي شجرة يتم قطعها سوف تتحول بالتبعية إلى ثاني أوكسيد كربون».
 
وقد يؤثّر هذا السجال العلمي على سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن الخاصة بالمحافظة على الغابات، حيث تعكف هيئة الغابات حالياً على صياغة قوانين فيدرالية جديدة لتحسين سبل إدارة الغابات والمساحات الخضراء من أجل تحقيق المرونة المناخية. وكان الرئيس بايدن قد أصدر أمراً تنفيذياً للهيئة في نيسان (أبريل) 2022، من أجل تحديد سبل حماية الغابات «الناضجة» من أجل تحقيق أهدافه المناخية.
 
وتقول كارولين راميرز الباحثة في «مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية»، وهي منظمة معنية بحماية البيئة، إن التقرير الأخير لهيئة الغابات قد يبرر انتهاج سياسات جديدة تسمح بقطع الأشجار القديمة، مضيفة في تصريحاتها لموقع «ساينتفيك أميركان» أن مثل هذه السياسة سوف تكون مضللة، لأن الأشجار العجوزة ما زال بمقدورها امتصاص كميات ضخمة من الانبعاثات، فضلاً عن أن قطعها سوف يترتب عليه انبعاث ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
 
ويتفق خبراء حماية البيئة مع هيئة الغابات الأميركية على أن الغابات تنطوي على أهمية بالغة في اختزان الكربون والحدّ من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، ولكنهما يختلفان بشأن الكيفية التي لا بد أن تتحرك بها الإدارة الأميركية لحماية ملايين الفدادين من الغابات التي تشرف عليها.
 
يذكر أن هيئة الغابات تدير 193 مليون فدان من المساحات العامة، وهي مساحة توازي تقريباً حجم ولاية تكساس، وتتضمن غابات وأراضي عشبية ومستنقعات.
 
ويرى خبراء البيئة من جانبهم أنه يتعيّن على هيئة الغابات أن تترك الأشجار القديمة تتقدم في العمر. ويؤكد مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الأشجار القديمة «سوف تستمر في امتصاص ثاني أوكسيد الكربون بمعدلات متزايدة، بل وتختزن الكربون بوتيرة أسرع من الأشجار الشابة».
 
ويقول جيري فرانكلين، أستاذ علوم البيئة في جامعة واشنطن، إن غابات أشجار التنوب الصنوبرية في ولايتي واشنطن وأوريغون امتصت في القرن الثاني من عمرها كمية من الكربون تفوق الكمية التي امتصتها في القرن الأول. وذكر كريستنسن أن الغابات الناضجة تتكبد أضراراً أقل من حرائق الغابات وتختزن الكربون لفترات أطول، لأن الظلال الواسعة التي تصنعها الأشجار الضخمة حولها تخلق بيئة رطبة تقلل انتشار ألسنة النيران في حالة حرائق الغابات.
 
وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، اقترحت هيئة الغابات الأميركية إتاحة 12 ألف فدان من غابات «غرين ماونتن ناشونال فورست» الشهيرة أمام أنشطة قطع الأشجار للأغراض التجارية، ويقول جون وين، المتحدث بإسم الهيئة، إنها تهدف إلى تحقيق التوازن في ما يتعلّق بـ«الاحتياجات المتنوعة للبشر» في إدارة المساحات الخضراء بموجب القوانين الاتحادية الأميركية.
 
ويتضمن تقرير الهيئة، الذي صدر في 348 صفحة، الإجراءات الواجب اتخاذها حيال الموارد الطبيعية المتجددة في الولايات المتحدة، مثل المياه والغابات الوطنية، وغيرها من المساحات التي لم يتم تطويرها عمرانياً، ويتنبأ بالتغيُّرات التي قد تطرأ عليها خلال السنوات الخمسين المقبلة. وجدير بالذكر أن هيئة الغابات تشرف على مبيعات الأخشاب من الغابات الوطنية، وهي تبيع كل عام كمية من الأخشاب تتراوح قيمتها ما بين 100 و300 مليون دولار، بدءاً من السنة المالية 2001، وتعود هذه الأموال إلى الصناديق المالية المختلفة الخاصة بهيئة الغابات.
 
ويقول زاك بورتر، المدير التنفيذي لمنظمة «الأشجار القائمة»، وهي منظمة غير ربحية تهدف للحفاظ على الغابات، إن «هناك بالقطع تضارباً في المصالح في ما يتعلّق بهيئة الغابات»، مضيفاً أنه لا يمكن الاستمرار في النظر إلى الغابات كما لو كانت محاصيل زراعية، لاسيما الغابات الوطنية. (عن "الشرق الأوسط")
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
2014 / 5 / 16 محاكمة سكان أصليين في بيرو
2016 / 1 / 14 السيارات تجمّدت في نيويورك
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.