دشّن التعهّد العالمي بشأن الميثان، الخميس، مساراً لخفض انبعاثات غاز الميثان في قطاع الزراعة، وذلك خلال فعاليات «يوم الحلول» في قمة المناخ التي أقيمت أخيراً في شرم الشيخ في مصر. وتم بحث التعهد العالمي بشأن الميثان خلال اجتماع بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في 17 أيلول (سبتمبر) 2021، في منتدى الاقتصادات الكبرى، وتم الاتفاق حينها على إطلاقه في قمة المناخ في غلاسكو الاسكوتلندية (كوب 26)، ودعوة الدول لدعمه، وانضم للتعهّد في بدايته مئة دولة، لكن قبل قمة المناخ التي استضافتها مدينة شرم الشيخ هذا الشهر، ضم 50 دولة جديدة، ليصل عدد أعضائه إلى 150 دولة حتى الآن.
وتسعى هذه المبادرة الأميركية - الأوروبية إلى خفض انبعاثات الميثان في كل القطاعات، وذلك للحدّ من انبعاثات الغاز العالمية بنسبة 30 في المئة على الأقل من مستويات 2020 بحلول عام 2030، مما قد يزيل الاحترار بأكثر من 0.2 درجة مئوية بحلول عام 2050.
ويضع المسار الجديد الخاص بالزراعة الذي تم إطلاقه الخميس، مجموعة من الأدوات التي سيتم استخدامها لمساعدة القطاع على تخفيض الانبعاثات.
ووفق بيان للخارجية الأميركية تم استعراضه خلال فعالية الإطلاق، فإن الأدوات التي سيتم استخدامها في قطاع الزراعة لتحقيق هذا الهدف ستشمل دعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، حيث وافق في هذا الصدد «الصندوق الأخضر للمناخ» بالشراكة مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، ومنظمة الأغذية والزراعة، والمنصة العالمية لمنتجات الألبان، والمركز العالمي للميثان، على 3.5 مليون دولار لتمويل إعداد مشروع يساعد في تحويل أنظمة إنتاج الألبان إلى مسارات منخفضة الانبعاثات وقادرة على التكيُّف مع تغيُّر المناخ في دول (كينيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا).
وفي هذا الصدد، أعلن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية والولايات المتحدة عن استثمارات مشتركة تزيد على 500 مليون دولار في قطاعات انبعاث غاز الميثان، لتعزيز المرونة المناخية وتخفيف غاز الميثان من خلال العمل مع المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة على بعض الأنظمة التي تساعد على ذلك، كما أعلنت الولايات المتحدة عن 5 ملايين دولار لبنك التنمية الأفريقي، يتم وضعها داخل صندوق تغيُّر المناخ الأفريقي لهذا الغرض.
ومن دعم المزارعين إلى «زيادة الابتكار»، حيث أعلن مركز الميثان العالمي، وهو أحد الكيانات المنبثقة عن التعهّد العالمي للميثان، عن جمع 70 مليون دولار لدعم بحث جديد حول الميثان المعوي، بهدف الحدّ من انبعاثات الميثان، الناتجة عن التخمّر المعوي في الماشية، وهو أكبر مصدر منفرد لانبعاثات الميثان من الزراعة. ومن بين الأدوات الأخرى التي سيتم انتهاجها تسليط الضوء على الإجراءات الوطنية الطموحة، حيث تستثمر وزارة الزراعة الأميركية أكثر من 500 مليون دولار في مشاريع الحدّ من غاز الميثان من خلال شراكات للسلع الذكية للمناخ. وفي العام الماضي دعمت العشرات من مشاريع الهضم اللاهوائي ونطاق أوسع من الاستثمارات للحدّ من غاز الميثان من خلال أكثر من 64 مليون دولار من المنح الإضافية والقروض المضمونة.
في الاتحاد الأوروبي، تزيد السياسة الزراعية المشتركة الجديدة التي تبدأ في عام 2023 من التركيز على العمل المناخي، بما في ذلك الحدّ من انبعاثات غاز الميثان بالثروة الحيوانية، وسيتم تخصيص 40 في المئة من الميزانية للتدابير المتعلقة بالمناخ، كما نشر الاتحاد الأوروبي أيضاً خطة إجراءات الميثان الحيوي بهدف مضاعفة الإنتاج ليصل إلى 35 بليون متر مكعب بحلول عام 2030.
وخلال فعالية إطلاق المسار الجديد، وجّه مبعوث الولايات المتحدة للمناخ جون كيري، الدعوة للدول كي تنضم لهذا التعهّد، بهدف تحقيق تخفيضات كبيرة في انبعاثات غاز الميثان، والذي يعدّ أقوى من ثاني أوكسيد الكربون، ولكنه قصير العمر.
ويعدّ الميثان مسؤولاً عن نحو نصف الارتفاع الصافي في متوسط درجة الحرارة العالمية منذ حقبة ما قبل الصناعة. (عن "الشرق الأوسط")