حاصرت عاصفة نار أحراجاً وأودية ومرتفعات ومنازل في منطقة بطشيه - وادي شحرور في جبل لبنان الجنوبي أمس، انطلاقاً من وادي الست، وامتدت الى دوحة عرمون وأطراف بعبدا واليرزة، واستمرت طوال النهار. وأسفرت عن كارثة بيئية تدفع لبنان الأخضر نحو مزيد من التصحّر والتفحّم.
اقتربت النار من المنازل متسببة بحالات إغماء في صفوف سكانها الذين أخلوها تحسباً للأسوأ، فيما شارك جنود الجيش وعناصر الدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت، بمؤازرة طوافات عسكرية، في مكافحة النار والعمل لمحاصرتها، وسط رياح ساخنة سعّرت ألسنتها وجعلت جهودهم مضنية.
حاصر الحريق منطقة بعبدا، من وادي شحرور وبطشيه وخندق الرهبان واليرزة وصولاً الى جوار القصر الجمهوري. والتهمت النار مساحة واسعة من الثروة الحرجية، وهددت نحو مئة منزل أخليت من السكان. كذلك عمدت مدارس عدة في المنطقة المجاورة الى إجلاء طلابها خشية امتداد الحريق.
وبعد الظهر، أمكنت السيطرة على الحريق بين بطشيه وبعبدا، فيما ركزت فرق الاطفاء جهودها على مكافحة النار في الأحراج بين بعبدا والجمهور، وواصلت عمليات تبريد الأرض خوفاً من تجدد الحريق.
وأثيرت تساؤلات عن سبب عدم استخدام طوافات "سيكورسكي" الخاصة بإطفاء الحرائق، وتبين أنها داخل مخازن قيادة الجيش تنتظر قراراً حكومياً بإرصاد اعتمادات مالية لصيانتها.