أطلق المغرب برنامجاً طموحاً باسم "المساجد الخضراء" بموجب التزاماته في مجال الطاقات المتجددة وحماية البيئة، وذلك قبل شهرين من انعقاد قمة الأمم المتحدة المرتقبة في مدينة مراكش.
وسبق لوزارتي الأوقاف والطاقة المغربيتين أن وقعتا عام 2014 اتفاقية لخفض استهلاك الطاقة في 15 ألف مسجد بنسبة تصل الى 40 في المئة، ضمن استراتيجية وطنية لخفض استهلاك المؤسسات العمومية بنحو 30 في المئة، في بلد تثقل فاتورة الطاقة كاهل ميزانه التجاري.
في مرحلة أولى، سيتم تجهيز 600 مسجد بحلول سنة 2019 عبر اتفاقيات لكفاءة الطاقة، حسبما أعلنت شركة الاستثمار الطاقي التي تأسست عامس 2010 برأس مال يبلغ بليون دولار لمواكبة المخطط الوطني المغربي لتطوير الطاقات المتجددة ذات الجودة البيئية العالية.
وبحسب الدراسة التي أنجزتها الشركة، فإن معدل الاستهلاك اليومي لكل مسجد في المغرب يبلغ 90 كيلوواط، ويمكن خفضه بنحو 60 في المئة. ولأجل بلوغ هذا الهدف سيتم استبدال المصابيح القديمة الأكثر استهلاكاً للكهرباء بمصابيح اقتصادية، كما سيتم تجهيز سطوح المساجد بألواح شمسية لإنتاج الكهرباء وتسخين المياه في بلد تسطع فيه الشمس طوال أيام السنة تقريباً.
وسيسمح هذا البرنامج بخلق 900 مقاولة صغيرة ستوظف أكثر من 5000 فني مع خلق سوق جديدة للنمو. وسيتم استرجاع الاستثمارات على أساس التوفير في الفاتورة الكهربائية للمساجد.
ورأى جون كريستوف كونزت، من الوكالة الألمانية للتنمية الدولية الشريكة في المشروع عبر المساندة الفنية، أن هذا المشروع رابح رابح" وهو "مغربي 100 في المئة".
وتهدف استراتيجية المغرب الطاقوية إلى الحصول على باقة من الطاقات المتجددة تشكل 52 في المئة من الاستهلاك الإجمالي للبلاد: 20 في المئة من الطاقة الشمسية و20 في المئة من طاقة الرياح و12 في المئة من الطاقة المائية. وقد دشن الملك محمد السادس في شباط (فبراير) 2016 محطة "نور1" للطاقة الشمسية في مدينة ورزازات في جنوب شرق البلاد، وهي المرحلة الأولى ضمن مشروع هو الأكبر من نوعه في العالم.