ابتكار «متطوّر» لكواسر أمواج من القصب تحمي الطبيعة والأرزاق، بدأ سكان مناطق إقليم كرابي في جنوب غرب تايلند اعتماده درءاً لعاتيات الطبيعة، مستلهمين أفكاراً وعادات لأجدادهم مع إدخال تعديلات عليها بتشجيع من تقنيين ومهندسين يشرفون على بناء مجمّعات فندقية وسكنية في هذا الإقليم السياحي الذي يشتهر بغابات المنغروف.
وتعرف مناطق كرابي بالمياه البحرية التي تغمر جنباتها، وتتصل خلجانها ببحيرات ومجاري أنهر، عازلة قراها ومحوّلة إياها إلى جزر عائمة.
بدأ البحث عن حلول مجدية منذ ضرب تسونامي المنطقة عام 2004، فوجد السكان في القصب العملاق جزءاً من حلّ، كما يوضح الصياد سانيت روتكيرت الذي نزح مرتين عن مسكنه، باعتبار أن «أوتاد القصب الغليظ تصمد عموماً أمام الأمواج العاتية». ويضيف: «لقد اختبرنا ذلك، وأنشأنا سدوداً عدة طول كل منها 500 متر، لحماية زوارقنا التي نستخدمها في الصيد وغابات المنغروف القريبة من السواحل. ومثلاً، تقلّصت الأضرار نتيجة هذا التدبير في قرية كلوخ براسونغ، لا سيما في فصل الرياح الموسمية (من حزيران/ يونيو إلى تشرين الثاني/ نوفمبر)».
قبل أعوام وبعد الأضرار الكبيرة في الممتلكات التي خلّفها التسونامي، عمد مهندسون إلى إنشاء سدود وكواسر أمواج من الإسمنت، فشكّلت جدراناً تحمي المجمّعات السكنية والفندقية والمنتجعات، لكنها لم تكن حلاً لزوارق الصيادين والغابات، لا سيما أن أمواجاً مدمرة تضرب جذور أشجار المنغروف وتغيّر معالم الشواطئ الرملية وحياتها البيئية بسبب عوامل الجرف، وتزيل منازل متواضعة وأكواخاً.
وتبدو كواسر القصب حلاً ناجعاً يُبعد شبح الجوع عن الصيادين، على حدّ تعبير سوراديج أورنبوت الذي أكدّ أن هذه الكواسر ساهمت في عودة نمو بعض أنواع أشجار المنغروف. (الحياة).